جامعة هايدلبيرغ: عشرات التخصصات ونسبة عالية من الطلبة الأجانب
١٨ ديسمبر ٢٠١١ما يزال مطعم جامعة هايدلبيرغ مكتظاً بالطلبة رغم أنها السادسة مساءً. هنا في قلب الحي القديم للمدينة يلتقي الطلبة من جميع التخصصات لتناول الطعام والمذاكرة سوياً، أو للاسترخاء بعض الشيء. ومن بين هؤلاء الطالبة الصينية "لو يان" التي أتت إلى ألمانيا قبل بضعة أشهر من أجل دراسة الاقتصاد في هايدلبيرغ. وقد اختارت هذه الجامعة تحديداً نظراً لعراقتها ومكانتها التي اكتسبتها دولياً. إضافة إلى ذلك تعشق "لو يان" مدينة هايدلبيرغ، وخاصة الجسور القديمة والأجواء التاريخية بشكل عام، ويكفي أن مطعم الجامعة الذي تجلس فيه يعود تاريخ تأسيسه إلى القرن السابع عشر، وهو أمر مثير على حد قولها.
إقبال كبير من الطلبة الأجانب على الدراسة في هايدلبيرغ
تعد "لو يان" واحدة من ضمن 30 ألف طالب وطالبة في الجامعة، وتبلغ نسبة الطلبة الأجانب بينهم حوالي 20 في المائة، ومن ضمنهم الكثير من الطلاب العرب. وتبدو مدينة هايدلبيرغ وكأنها مجهزة لاستيعاب هؤلاء الطلبة، ففيها الحدائق والمقاهي والحانات والمباني التاريخية التي تزيد من جاذبيتها في أعينهم. وقد تأسست الجامعة في عام 1386،وكان بها آنذاك ثلاثة معاهد فقط هي الحقوق والفلسفة واللاهوت. وبدأت الدراسة فيها بـانضمام 600 طالب فقط. وقد تطورت كثيراً منذ نشأتها وُأدخلت دراسة الطب والعلوم فيها،
كما فتحت الجامعة أبوابها مبكراً لقبول الطالبات.إنها جامعة متكاملة نظراً لاحتوائها على أكثر من 100 تخصص بينها أهم التخصصات العلمية. ومن الدارسين فيها المؤرخ الألماني الشاب "دانييل يوته" الذي حصل منها على الدكتوراه، نظراً للسمعة المتميزة التي اكتسبتها في الأعوام الأخيرة، وللمستوى الفائق للحلقات الدراسية التي تتيحها في مجال التاريخ. وقد أتم "دانييل" البالغ من العمر سبعة وعشرين عاماً جزءاً من دراسته في جامعة "هارفارد" وفوجي هناك بشعبية جامعة هايدلبيرغ لدى الأميركيين.
جامعة هايدلبيرغ إحدى جامعات الصفوة الألمانية
في عام 2007 فازت جامعة هايدلبيرغ في مسابقة تنافست فيها الجامعات الألمانية للحصول على تمويل للبحث العلمي، وهي اليوم من ضمن جامعات الصفوة التسع في ألمانيا. ويرى رئيس الجامعة "بيرنارد آيتل" أن هذه المكانة العريقة لا تعني أن يستكين العاملون بها. فمن جهة هو سعيد جداً بأن يطلق على هايدلبيرغ جامعة الصفوة، لكنه من جهة أخرى ينظر إلى الأمر بشيء من التواضع، إذ يقول: "إن هذه المكانة تدعو إلى العمل الدائم و الدؤوب، فالجامعة تضم باحثين مهرة وإمكانات هائلة. وهذا ما يساعد أجواء العمل على التميز في جميع المستويات".
غير أن التمويل المحدود للجامعات الألمانية بشكل عام ما يزال يُقلق عميد جامعة هايدلبيرغ، ولو أنه يرى في ذلك تحدياً كبيراً في الوقت نفسه. ويقول في هذا السياق بأنه " مهما كثر عدد الباحثين المهرة لدينا سنظل دائماً في حاجة ماسة إلى التمويل كي يستطيع هؤلاء متابعة أبحاثهم وإثبات ذاتهم، وسنسعى للحصول على مزيد من التمويل في المستقبل". إلا أن ذلك لا يشغل بالضرورة الطلبة أمثال الطالبة الصينية "لو يان" ، فهي تستمع بوقتها في ألمانيا، كما تستمتع بالحفلات التي تنظمها الجامعة.
انّا الميلينغ/ دينا جودة
مراجعة: ابراهيم محمد