جهود دبلوماسية لمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وحزب الله
٢٩ يوليو ٢٠٢٤بينما يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاته الدبلوماسية المكثفة، تسعى دول أبرزها الولايات المتحدة لتفادي التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وفق ما أكده وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب. ياتي ذلك بعد هجوم صاروخي على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل أدى إلى مقتل 12 طفلا وفتى مطلع الأسبوع، ونُسب الهجوم لحزب الله.
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الاثنين (29 يوليو/ تموز 2024)، بحث فيه الجانبان جهود التوصل إلى حلٍّ دبلوماسي للسماح للمواطنين على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان بالعودة إلى منازلهم، وجهود وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين هناك، وفق ما أوردته تقارير إعلامية متطابقة.
بدورها دعت ألمانيا "جميع أطراف الصراع في الشرق الأوسط، خاصة إيران، إلى منع حدوث تصعيد"، وفقاً للمتحدث باسم الخارجية الألمانية. وقال المتحدث خلال مؤتمر صحفي دوري إن برلين "تدرك بما لا يدع مجالا للشك" أن جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران هي من نفذت هجوم. وقال إن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تحدثت إلى عدة مسؤولين من بينهم نظيرها اللبناني في مسعى "لتهدئة الوضع ومنع التصعيد".
وأشار إلى أن الإجراءات التي اتخذها الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران ساهمت هي الأخرى بشكل كبير في زعزعة استقرار المنطقة في الأسابيع الماضية.
وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي وفي إطار حديثه الهاتفي إلى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، جدد من جهته "دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس منعاً للتصعيد"، وإلى العمل على "حلّ النزاعات سلميا وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة"، حسبما أعلنت الإثنين الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
ويوم الأحد، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ باريس "ملتزمة بالكامل القيام بكل ما هو ممكن لتجنب تصعيد جديد في المنطقة"، بحسب ما أفاد الإليزيه.
تحركات دبلوماسية مكثفة
وفي الأثناء يجري رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي "سلسلة اتصالات دبلوماسية وسياسية، في إطار متابعة الأوضاع الطارئة المستجدة والتهديدات الاسرائيلية المتكررة ضد لبنان"، وفق بيان صادر عن مكتبه، أضاف بأن "الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي وأوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الاخطار عنه".
وكان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب قد كشف في مقابلة ليل الأحد مع قناة الجديد اللبنانية عن "تطمينات" تلقتها بيروت من واشنطن وباريس وأطراف أخرى بالعمل على احتواء التصعيد. وأوضح بأن "ما هو مطلوب بأن اسرائيل سوف تصعّد وسيكون تصعيدها محدوداً، وحزب الله سوف يردّ، وسيكون ردّه محدوداً"، مضيفاً "هذه هي التطمينات التي تلقيناها".
من جهتهم، قال سياسيون لبنانيون آخرون، ومن بينهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، إن المبعوث الرئاسي الأمريكي آموس هوكستين تواصل معهم على خلفية التهديدات الإسرائيلية.وقال جنبلاط لقناة الجزيرة القطرية إن هوكستين نقل "رسالة تهديد" من إسرائيل.
حزب الله يخلي مواقع له
إلى ذلك نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر وصفته بـ"المقرب" من حزب الله اللبناني، بأنّ الحزب أخلى مواقع له في جنوب وشرق لبنان، عقب تهديد إسرائيل "بضرب العدو بقوة"، وقيام مجلس الوزراء الأمني المصغّر بتفويض رئيس الوزراء ووزير الدفاع بـ"تقرير كيفية وتوقيت الردّ" على ضربة صاروخية طالت بلدة مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وحمّلت تل أبيب مسؤولية الهجوم إلى حزب الله، لكن الأخير نفى "أي علاقة" بذلك.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)