حصص اللاجئتين تثير الخلاف داخل الاتحاد الأوروبي
٢٦ يونيو ٢٠١٥استشاط رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي مساء الخميس (25 يونيو/حزيران2015) غضبا على نظرائه الأوروبيين لدى مناقشة ملف المهاجرين وندد بعجز قادة الاتحاد الأوروبي على الاتفاق على التكفل بقسم من طالبي اللجوء الأربعين ألفا الذين وصلوا إلى ايطاليا واليونان، بحسب ما روى احد المشاركين في النقاش. وأضاف المصدر أن رينزي قال مخاطبا المجتمعين في القمة الأوروبية المنعقدة حتى الجمعة ببروكسل "إما أنكم متضامنين وإلا فلا تضيعوا وقتنا".
واستمر النقاش عدة ساعات وكان متوترا جدا لأن العديد من دول وسط أوروبا (بولندا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا) أراد أن يكون التوزيع على أساس التطوع. وقالت مصادر دبلوماسية أن رئيس الحكومة الايطالية اضطر لرفض مشروعي بيان ختامي اثناء النقاش.
ونصت مسودة الاتفاق على أن قادة الاتحاد الأوروبي "يمنحون موافقتهم على إعادة توزيع، في غضون عامين، أماكن إقامة أربعين ألف شخص وصلوا إلى ايطاليا واليونان وبحاجة إلى حماية مؤقتة وعلى إعادة تمركز عشرين ألف لاجئ". وستشارك دول الاتحاد الأوروبي على أساس تطوعي. وأوضح مصدر أوروبي أن النص لا يجبر الدول الأعضاء بعكس ما كانت تريد المفوضية الأوروبية، لكن الصيغة تساوي تعهدا ملزما.
واقر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أن "النقاش كان طويلا وشهد بعض لحظات التوتر المشروعة". وأضاف "قلت أنه إذا كانت أوروبا مكان لا نتحدث فيه إلا عن الميزانية، فهي ليست أوروبا التي فكرنا فيها عندما أسسناها في 1957 بروما".
من جهته قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي بدا مغتاظا من التعديلات التي فرضت على توصياته "بالنظر إلى اتساع الظاهرة فإن منح أفق حياة لستين ألف شخص جهد متواضع. وهذا يثبت أن أوروبا ليست بمستوى المبادئ التي تعلنها".
وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي الذي يترأس اجتماعات القمة لدى وصوله "ليس لدينا توافق في الآراء بشأن حصص إلزامية للمهاجرين لكن ... ينبغي ألا يكون ذلك عذرا لعدم فعل شيء."
ودخل أكثر من مئة ألف شخص سرا الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام عبر البحر الأبيض المتوسط أو تركيا، بحسب وكالة حماية حدود الاتحاد الأوروبي "فرونتكس". ووصل أكثر من ستين ألف شخص إلى ايطاليا عبر المتوسط.
وسيكون هناك تشديد لشروط استقبال المهاجرين مع إنشاء مركز فرز في ايطاليا واليونان بغرض "تحديد والتفريق بين طالبي اللجوء والمهاجرين الاقتصاديين"، بحسب ما أوضح أولاند.
ع.ج.م/ح.ز (أ ف ب، رويترز)