حفتر يزيد الضغوط على الحكومة وهدوء حذر يسود ليبيا
٢٢ مايو ٢٠١٤أكد مجلس الجامعة العربية الخميس (22 مايو/ أيار 2014) برئاسة المغرب دعمه لجهود الأمين العام نبيل العربي وممثله في مهمته لمساعدة ليبيا على تحقيق الحوار الوطني والمصالحة والتوافق بما يمكن دولة ليبيا من إرساء دعائم مؤسسات الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، وذلك بحسب بيان صدر عن المجلس.
هذا وأكد وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أن الجزائر تتابع بانشغال "عميق" التطورات الجارية في ليبيا وأنها تعير "كامل الاهتمام" لوضع يتسم بـ"انعدام الاستقرار والأمن" في هذا البلد، نافياً أي تدخل في شؤونه الداخلية.
وأضاف لعمامرة أن "سلطات البلاد تشارك من هذا المنطلق في مشاورات واسعة غير رسمية مع أطراف وشركاء مختلفين"، موضحاً أنه تلقى العديد من الاتصالات الهاتفية من نظرائه في البلدان المجاورة لليبيا ومن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وأن اتصالات دبلوماسية أجريت مع مفوضية الاتحاد الإفريقي.
حفتر يزيد الضغوط
يأتي ذلك بالتزامن مع تعزيز اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر الضغوط على السلطات في ليبيا، مطالباً بتشكيل "مجلس رئاسي" لمرحلة انتقالية في بلد أصبح بحسب قوله "وكراً للإرهابيين". وتقضي خارطة الطريق التي وضعها حفتر بتعليق عمل المجلس الوطني العام (البرلمان)، الذي يعتبر أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد ويواجه انتقادات متزايدة.
لكن اللواء المتقاعد، الذي تحدث في وقت متأخر أمس الأربعاء "باسم الجيش" من شرق البلاد، لم يوضح كيف سينفذ خطته في بلد غارق في الفوضى والعنف منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وقد حصل حفتر على دعم جديد مساء الأربعاء من وزير الثقافة حبيب الأمين، الذي يعتبر أول عضو في الحكومة يعلن صراحة دعمه للعملية التي يقودها اللواء المتقاعد، الذي بات يحظى بدعم قوي من عدد من االقادة لعسكريين والميليشيات.
وكانت الحكومة الانتقالية قد اقترحت أيضاً هذا الأسبوع وضع المجلس الوطني العام "في إجازة" لتفادي غرق البلاد "في الحرب الأهلية". لكن لم يصدر أي رد عن المؤتمر. أما على الأرض، فسادت أجواء هادئة الخميس في طرابلس بالرغم من التوتر بين مليشيات إسلامية ومجموعات مسلحة أخرى مناهضة للمؤتمر الوطني العام وتدعم عملية حفتر، التي أطلق عليها اسم "الكرامة".
وكان عدد من الضباط والوحدات قد أعلنوا انضمامهم إلى القوات شبه العسكرية بقيادة حفتر، من بينهم رئيس أركان قوات الدفاع الجوي ووحدة نخبة في الجيش ببنغازي. وقد أعلن مسؤولون سياسيون أيضاً دعمهم لعملية "مكافحة الإرهاب" التي استقبلت مع ذلك بكثير من الحذر، بما في ذلك في أوساط المناهضين للإسلاميين، والذين يشككون في دوافعها الحقيقية.
من جهة أخرى، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يتزعمه الداعية المصري القطري القريب من الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي، الخميس الليبيين إلى مواجهة "من يريد إسقاط الشرعية" في بلادهم "بحزم"، في إشارة إلى خليفة حفتر. وندد البيان بـ"استخدام السلاح خارج إطار الحق والشرعية القائمين على إرادة الشعب الحرة، ما يهدد الأمن والسلم داخل ليبيا وربما في المنطقة بالكامل".
ي.أ/ ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)