خبير ألماني: أميركا ليس في مصلحتها "ربيع عربي" في السعودية
٢٨ مارس ٢٠١٤DW: كانت السعودية أول محطة عربية توقف بها أوباما عام 2009 فما الذي تغير في العلاقات الأمريكية للسعودية منذ هذا الوقت حتى اليوم؟
برويشافت: شهدت هذه الفترة العديد من التطورات التي بدأت بما يعرف بثورات الربيع العربي، فسقوط نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك عام 2011، أثر كثيرا على العلاقات الأمريكية السعودية. حيث فوجئت المملكة بشدة من موقف واشنطن التي استغنت بسهولة عن حليفها المهم مبارك. الموقف الأمريكي من سوريا ومن بشار الأسد والتقارب الأمريكي الجديد تجاه طهران، الخصم الأكبر للسعودية، كلها أمور تركت آثارها على العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.
محادثات أوباما في السعودية مثقلة إذن بملفات شائكة، فإلى أي مدى يمكن أن تؤثر الخلافات في المواقف على التحالف التقليدي بين الرياض وواشنطن؟
بدأ التقارب الاقتصادي والعسكري بين الولايات المتحدة والسعودية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبح أقوى بشكل ملحوظ بداية من خمسينات القرن الماضي. التطورات السياسية المتلاحقة في المنطقة الآن صارت تشكل عبئا متزايدا على العلاقات بين البلدين كما أنها ولدت شعورا لدى الجانب السعودي بأنه ربما لا يمكنه الاعتماد بنسبة 100% على الحليف الأمريكي القوي.
العامل الاقتصادي يؤثر أيضا على العلاقات بين البلدين لاسيما مع مساعي الولايات المتحدة بشأن تقليل اعتمادها على النفط السعودي. ثمة مخاوف متزايدة من أن تبدأ الولايات المتحدة في التركيز على دول أخرى وتعزيز روابطها هناك ولعل التقارب الإيراني الأمريكي الأخير الذي لم يحدث منذ الثورة الإسلامية في إيران، من الأمور التي تعزز من هذه المخاوف.
بالحديث عن إيران، هل بوسع أوباما إقناع السعودية خلال الزيارة بعدم خطورة هذا التقارب على علاقات البلدين؟
كل ما سمعناه من البيت الٍأبيض قبل الزيارة يؤكد أن أوباما مهتم بالتأكيد لحلفائه في السعودية على متانة التحالف بين البلدين، وأن التقارب مع إيران لا يعني بالضرورة التخلي عن التحالف مع السعودية. تدرك أمريكا جيدا الدور المهم للسعودية في المنطقة، وأهمية الدعم السياسي والمالي الذي تقدمه للعديد من دول المنطقة. ثمة علامات استفهام حول طريقة تعاطي الولايات المتحدة مع العديد من الملفات على رأسها الملف السوري الذي تختلف طريقة تعامل كل من البلدين معه وهي أمور بحاجة لتوضيح.
أين تكمن خصوصية العلاقات الأمريكية السعودية وتحديدا في هذه المرحلة التي تشهد فيها المنطقة العربية اضطرابات شديدة على مستويات سياسية واستراتيجية واقتصادية؟
الجانب الاقتصادي يحمل أهمية كبيرة في علاقة الولايات المتحدة مع السعودية لاسيما في هذه الفترة التي تضطرب فيها المنطقة بالكامل. ليس من مصلحة أمريكا أن تشهد السعودية تطورات مشابهة لما حدث في دول الربيع العربي لأن هذا سيؤدي لمزيد من الصراعات والفوضى في المنطقة وبالتالي إضعاف تأير الولايات المتحدة في المنطقة.
كيف تقرأ توقيت الزيارة؟
يمكن القول إنه كان من الجيد حدوث هذه الزيارة في وقت سابق. بالطبع كانت هناك باستمرار مشاورات بين الجانبين لكن المحادثات الشخصية تعتبر الطريق الأفضل لاسيما فيما يتعلق بالملف السوري. من المهم أن يزور أوباما السعودية ويجري مفاوضات مباشرة هناك فهذه تعد إشارة على استمرار التحالف القوي مع الرياض وتسمح ببحث نقاط الخلاف ومحاولة حلها أو بحث طرق التعامل معها بشكل يصب في مصالح البلدين.
كيف يمكن أن تؤثر الزيارة على تطور العلاقات بين الرياض وواشنطن؟
سيختار أوباما بعناية اللغة التي سيتحدث بها ويؤكد للسعودية بوضوح أهمية تحالف بلاده معها، والأمور التي من الممكن أن تساعد بشكل كبير على التخفيف من حدة التوتر الملحوظ في علاقات البلدين.
مينو برويشافت باحث بمركز العلوم الإسلامية بمدينة مونستر الألمانية وهو مختص في العلوم السياسية والدينية.