رايتس ووتش تتهم الأمن المصري بـ"الاستهانة الإجرامية بحياة البشر"
٢٨ يوليو ٢٠١٣بعد أقل من أسبوعين من زيارتها الأولى إلى مصر، تصل كاترين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى اليوم الأحد (28 تموز/ يوليو 2013) إلى القاهرة، حيث تلتقي الرئيس المؤقت عدلي منصور ونائب الرئيس للعلاقات الخارجية الدكتور محمد البرادعي، ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي.
وقال مصدر دبلوماسي اليوم إن آشتون ستلتقي خلال الزيارة كذلك ممثلين عن حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين فى إطار بحث تطورات الوضع الداخلي وخطوات استعادة الاستقرار فى مصر وحرص الإتحاد الأوروبى على استكمال عملية التحول الديمقراطي.
من جهتها، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الأحد بمقتل 72 شخصا في اشتباكات بالقاهرة يوم أمس السبت متهمة السلطات المصرية "بالاستهانة الإجرامية بالحياة البشرية"، ودعت السلطات المصرية إلى إصدار أوامرها بالتوقف عن إطلاق النار إلا عند الضرورة القصوى. وحثت المنظمة في بيان لها "السلطات الانتقالية العسكرية والمدنية أن تأمر على الفور بالتوقف عن استخدام الرصاص الحي، إلا متى كان ذلك ضروريا لحماية الأرواح البشرية".
وكانت وزارة الصحة المصرية قالت إن 72 شخصا قتلوا يوم أمس السبت في القاهرة في اشتباكات بين أنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي وقوات الأمن. واتهم المتظاهرون قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي غير أن وزارة الداخلية أكدت أنها لم تستخدم إلا الغاز المسيل للدموع.
وأفادت منظمة هيومن رايتس ووتش، اعتمادا على مصادر طبية كانت متواجدة في اعتصام رابعة العدوية لأنصارالرئيس المعزول مرسي، أن الإصابات شملت الرأس والصدر، ما أدى إلى الاعتقاد "أن بعض الضحايا تم استهدافهم، بالنظر إلى أثر الرصاص".
وقال نديم حوري مدير هيومن رايتس ووتش للشرق الاوسط وشمال افريقيا إن سقوط هذا العدد من القتلى "ارادة صادمة من جانب الشرطة وبعض السياسيين لرفع درجة العنف ضد المتظاهرين من انصار مرسي". واضاف "انه يكاد يكون من المستحيل تخيل ان يسقط هذا العدد الكبير من القتلى لو لم تكن هناك رغبة في القتل او استهانة اجرامية بالحياة البشرية".
استمرار المواجهات في سيناء
وفي سياق آخر، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله، بأن قوات الجيش والأمن المصرية قتلت عشرة مسلحين "إرهابيين" وألقت القبض على عشرين آخرين في الثماني والأربعين ساعة الأخيرة في شمال سيناء. وأضاف المصدر ذاته أنه تم "إلقاء القبض على 20 عنصرا إرهابيا من هذه العناصر بينهم ثلاثة من الأسماء المعروفة لدى الأجهزة الأمنية"، لكن دون الكشف عن هوياتهم "لدواعٍ أمنية".
وقتل في منطقة العريش في شمال سيناء المضطربة أمنيا خصوصا بعد الإطاحة بالرئيس مرسي في الثالث من تموز/يوليو الجاري، 37 شخصا بين أفراد أمن ومدنيين (26 من أفراد الأمن و11 مدنيين) في هجمات لمسلحين، يعتقد أنهم متطرفون إسلاميون، على أقسام للشرطة وكمائن للجيش والشرطة ومنشآت مدنية وحكومية. كما أصيب أكثر من مائة آخرين في أكثر من خمسين هجوما للمسلحين في أقل من شهر.
مطالبات للحفاظ على تراث مصر
وأمام ارتفاع وتيرة العنف، حثت وزارة الآثار المصرية لجنة تعديل الدستور على إضافة مادة تتضمن الالتزام بالمحافظة على تراث مصر الحضاري وحظر العبث به أيّا كانت توجهات السلطة الحاكمة في المرحلة القادمة.
وتنص مادة مقترحة على "التزام المجتمع بمختلف أطيافه العقائدية والسياسية، بالمحافظة على تراث مصر الحضاري المادي والمعنوي باعتباره جزءا من تراث البشرية ويحظر العبث أو التشويه أو التعامل بأسلوب غير علمي بأي جزء من هذا التراث المنتمي إلى العصور المتعاقبة تحت أي مسمى أو أي سبب لتسليمه إلى الأجيال المتعاقبة جيلا بعد جيل".
وقال محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار اليوم الأحد في بيان إنه تقدم بمذكرة إلى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدستورية ومقرر اللجنة العليا لتعديل الدستور يقترح إضافة مادتين على (باب الدولة والمجتمع) في الدستور والمتعلق برعاية الدولة للأخلاق والآداب والنظام العام والتزام الدولة بحماية شواطئها وبحارها وممراتها المائية وصيانة الآثار وإزالة ما يقع عليها من تعديات.
و.ب/ م. س (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)