رايتس ووتش تكشف مخاطر اليمين الشعبوي وتشدد على مكافحته
١٣ يناير ٢٠١٧"لدينا مشكلة خطيرة جداً للغاية بسبب تنامي الشعبويين اليمينيين في الجزء الغربي من العالم"، كما قال كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، يوم الخميس (12 يناير/ كانون الثاني 2017)، في نيويورك. وحين ذكر له الصحفيون أن اليمين الشعبوي ليست ظاهرة جديدة، فالديماغوجيون والطغاة موجودون منذ عشرات السنين، صمت كينيث روث لبرهة وجيزة، ثم رد بنبرة هادئة وكأنه كان مستعداً للإجابة قائلاً: إن "سبب تركيز تقريرنا هذا العام على الشعبويين اليمينيين هو الصعود الهائل لليمين الشعبوي في الجزء الغربي من العالم في الوقت الراهن". ثم سرد كينيث روث بعض الأسباب التي قد تزيد من احتمال استفحال "الطغيان والديكتاتورية" بدرجة كبيرة جراء ذلك، ومنها أن:
- الغرب، أي الحكومات الأوروبية والأمريكية، كانت أهم المدافعين وبفعالية عن حقوق الإنسان والديمقراطية.
- إذا تم الآن استبدال هذه الحكومات بحكومات يقودها الشعبويون واليمينيون فستنتهي رعاية الحكومات لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- لا يتبنى اليمينيون الشعبويون إلا حلولاً بسيطة لمشكلات الإرهاب واللجوء والهجرة والبطالة، وذلك عبر تقليص حقوق الإنسان والحد منها أو التضحية بها. فهم يعتبرون حقوق الإنسان عراقيل في طريقهم. ويرون أن حالهم سيكون أفضل بإلغائها.
فوز ترامب.. مؤشر خطير
يوضح فينتسيل ميشالسكي مدير منظمة حقوق الإنسان في ألمانيا لـ DW سبب كون فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية مؤشراً خطيراً على تقوية اليمين الشعبوي في أوروبا. ويذكر مثالاً: وزير الخارجية الهنغاري فيكتور أوربان الذي بدأ أنصاره يستندون إلى فوز ترامب، قائلين إن طريقة فيكتور أوربان في التعامل مع الأمور منذ سنوات عديدة تسير تماماً على نهج ترامب.
وإذا نفّذ ترامب ما أعلن عنه من وعود فإن هذا سيعمل على تقوية أوروبان وأمثاله، "ويُخشى الآن من أنّ الحركات والأحزاب الشعبوية -التي لم تبلغ الحكم حتى الآن- قد تصل إلى السلطة في أوروبا عبر الانتخابات، وهذا سيكون نجاحاً ما بعده نجاح"، للحركات والأحزاب اليمينية.
وبحسب منظمة هيومن رايتس الحقوقية، إنْ فازت مارين لوبان على فرانسوا فيون في الانتخابات الفرنسية المقررة في أبريل/ نيسان 2017 فسيكون هذا "مؤشراً خطيراً على انتشار صدى فوز ترامب سياسياً في أوروبا".
ويرى كينيث روث أن السياسي اليميني الشعبوي خِيرت فيلدرز لا يشكل خطرا في هولندا، وذلك لعدم وجود تقليد التحالفات السياسية في البلاد، ولذا فإن فيلدرز سيبقى في الصف السياسي الثاني في أحسن حالاته.
لا بد من دعم ميركل
أما في ألمانيا فالوضع يتوقف على نوع التحالف السياسي بعد الانتخابات المقررة في سبتمبر/ أيلول 2017. فإذا حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي والمعادي للمهاجرين فوزاً كبيراً فهذا سيضعف بالتأكيد موقع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي مدحها كل من روث في نيويورك وميشالسكي في برلين، موضحَين أن منظمة هيومن رايتس ووتش ترى في تقوية ميركل مصلحة كبرى للديمقراطية وحقوق الإنسان.
ولذلك ينصح ميشالسكي -مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في ألمانيا- الحكومات الغربية الداعمة لحقوق الإنسان بعدم الوقوف متفرجة على اليمين الشعبوي، بل مواجهته بالقول والتصريحات ومن خلال المزيد من الشفافية والمصارحة مع الشعوب وعدم صنع السياسة من وراء أبواب مغلقة. فمن خلال ذلك يبرهن السياسيون الذين يشعرون بروح المسؤولية على أنهم يأخذون شعوبهم على محمل الجد ويُظهِرون أن الشعبويين لا يمثلون الشعوب ويسحبون البساط من تحت أقداهم.
فولفغانغ ديك / علي المخلافي