رحيل الكاتب الألماني أولريش بلينسدورف
١١ أغسطس ٢٠٠٧توفي يوم الخميس المنصرم(9 أغسطس/آب) أولريش بلينسدورف أحد اشهر كتاب جمهورية ألمانيا الديمقراطية. وكثيرا ما يذكر بمسرحية "الآلام الجديدة للشاب فرتا" التي عرضت سنة 1972 في مدينة هاله(ألمانيا الشرقية وقتها) وحققت نجاحا كبيرا، ليس فقط في ألمانيا الشرقية ولكن في ألمانيا الغربية أيضا. وسنة بعد عرضها صدرت كرواية، رأى فيها النقاد لسان حال جزء كبير من شباب المانيا الشرقية وبيعت منها أربعة مليون نسخة وترجمت لأكثر من ثلاثين لغة. المسرحية جاءت إعادة قراءة لرواية غوته التي تحمل عنوان:"ألام الشاب فرتا".
الإنسان حيوان سياسي
وإلى جانب كتابته للمسرح وللنقد السينمائي، أنجز بلينسدورف العديد من السيناريوهات للتلفزيون وللسينما، على رأسها سيناريو الفيلم الشهير:"أسطورة بول وباولا". لكن بلينسدورف واجه مشاكل كثيرة، بسبب قناعته التي تقول بأنه لا وجود لأدب بدون سياسة، إذ كما يقول:"لقد كبرت مع الفكرة القائلة بأن الإنسان حيوان سياسي، ولهذا فإني لا أنجز إلا أفلاما سياسية، ذات تأثير سياسي". ولم لا والسياسة طبعت كل حياة بلينسدورف، الذي ولد في ظل أسرة شيوعية سنة 1934 في الحي العمال كرويتسبرغ في برلين والتي وبعكس الأسر الأخرى التي اختارت الرحيل من الشرق إلى الغرب، اختارت الاتجاه المعاكس في وقت كان عمر ابنهم لا يتجاوز السادسة عشرة، الذي أتمم دراسته الثانوية في شرق ألمانيا ليبدأ بعدها بدراسة الماركسية اللينينية.
عن تلك المرحلة يقول بلينسدورف:" أنا الذي رضعت حليبا أحمرا، اعتقدت أيضا بأن ذلك هو الطريق الصحيح، كانت أوقاتا متوترة وكنت أريد أن أتعلم الايدولوجيا الجديدة التي كانت تطمح إلى إصلاح العالم. وفي عمري كان الأمر طبيعيا، لكن دراسة هذه الإيديولوجيا كان أشبه بالقفز في المياه الباردة، ولهذا لم أتحمل ذلك طويلا".
إنجازات كبيرة للتلفزيون والسينما
ولحد اليوم يتساءل المرء كيف تم السماح بعرض مسرحية "الآلام الجديدة للشاب فرتا" في ألمانيا الشرقية؟ لكن يومها بدا كما لو أن هذا البلد كان على موعد مع عصر جديد، فهونكه الذي حل محل رئيس البلاد السابق أولبريشت ووعد في خطاب الحزب سنة 1971 باحترام حرية الإبداع الفني والأدبي، ولكن مع صدور المسرحية على شكل كتاب، عاد وحذر من إسقاط الآلام الشخصية على مجتمع بأكمله.
بلينسدورف سيتعرض بعد ذلك لمضايقات كبيرة من النظام الحاكم، لكنه لن يتوقف عن العطاء، وستظهر له أفلام كثيرة من بينها فيلم "الملك ومهرجه" سنة 1980. وحتى بعد الوحدة الألمانية استمر عطاء بلينسدورف خصوصا في ميدان المسرح والسيناريو.