روما تنتخب أول رئيسة بلدية في تاريخها
٢٠ يونيو ٢٠١٦انتخبت المرشحة فيرجينيا رادغي القيادية في "حركة النجوم الخمس" رئيسة لبلدية روما لتصبح بذلك أول امرأة في التاريخ تتبوأ رئاسة بلدية العاصمة الايطالية، ملحقة بذلك هزيمة ساحقة بالحزب الديمقراطي بقيادة رئيس الحكومة ماتيو رينزي.
واعترف حزب رينزي بهزيمة "مرة ومؤلمة" في الانتخابات البلدية. وقال رئيس الحزب ماتيو اروفيني في مقابلة مع صحيفة لاستامبا "إنها هزيمة لنا بالتأكيد. خسارة روما وتورينو مرة ومؤلمة".
وتفيد النتائج الجزئية شبه النهائية بعد فرز الأصوات في ثمانين بالمائة من مراكز الاقتراع، بأن المحامية البالغة من العمر 37 عاما حصلت على 67,23 بالمائة من الأصوات متقدمة بفارق كبير على خصمها روبرتو غياكيتي مرشح الحزب الديمقراطي (يسار الوسط).
وعقب الإعلان عن النتائج الجزئية، قالت رادغي للصحافيين إنها "لحظة تاريخية أساسية تشكل منعطفا: امرأة على رأس بلدية روما في زمن ما زالت فيه المساواة في الفرص حلما".
وتعهدت رئيسة البلدية الشابة "بإعادة الشرعية والشفافية إلى المؤسسات بعد عشرين عاما من الإهمال وهيمنة +روما كابيتالي+" وهو اسم شبكة فساد واسعة كشف عنها عام 2014 في "المدينة الخالدة". وأضافت "الآن علينا العمل هناك الكثير من المشاكل (...) أنا مستعدة لتولي الحكم".
"خمسة نجوم" حركة احتجاجية
وفي تورينو (شمال غرب) فازت كيارا إبيندينو (31 عاما) من حركة "النجوم الخمس" أيضا بـ54 بالمائة من الأصوات متقدمة على رئيس البلدية المحنك بيارو فاسينو الذي يعد من أهم شخصيات الحزب الديمقراطي.
وكعزاء لرينزي احتفظ حزبه الديمقراطي الذي يمثل يسار الوسط بالسلطة في ميلانو العاصمة المالية لإيطاليا (51,7 من الأصوات) وفي مدينة بولونيا بشمال البلاد.
وفي نابولي (جنوب غرب) لم يكن الحزب بحاجة إلى جولة انتخابية ثانية، إذ أعيد انتخاب رئيس البلدية المنتهية ولايته لويجي دا ماجيستريس رجل اليسار الاستثنائي والعدو اللدود لرينزي. وقالت وزارة الداخلية أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات الجزئية التي كانت تشمل نحو تسعة ملايين ناخب في أكثر من مائة مدينة، تجاوزت بالكاد الخمسين بالمائة بعدما كانت متدنية أصلا في الدورة الأولى.
يذكر أن حركة "النجوم الخمس" تأسست عام 2009، لتصبح ثاني أكبر حزب بحصولها على 25 بالمائة من الأصوات في الانتخابات التشريعية عام 2013، وهي تحتسب خطواتها وتنسج شبكتها في الانتخابات المحلية من خلال التنديد بـ"طبقة سياسية غير نظيفة".
ومازالت احتجاجات خمسة نجوم ضد الفساد المستشري في الحياة العامة الإيطالية تمثل رصيدها الأساسي. لكن محللين يقولون إنها تجاوزت صورتها كمجرد حزب احتجاجي ويجري الآن أخذ مقترحاتها على محمل الجد.
ومن بين هذه المقترحات تقديم إعانة للدخل الشامل للفقراء وفرض عقوبات أكثر صرامة على جرائم الموظفين والتهرب الضريبي وإغلاق أو خصخصة كثير من الشركات ذات الملكية العامة وخفض الضرائب على الأنشطة التجارية الصغيرة.
و.ب/ح.ز (أ ف ب، رويترز)