"ريوان": أول صحيفة كردية بنتاج كادر نسوي في كردستان العراق
٢١ أبريل ٢٠١٣بروح حماسية ونشاط كبير حزمت شدوا بشير حمه، حقيبتها التي امتلأت بمعدات عملها الصحفي من الكاميرا ومسجل الصوت، لتقوم بجولة صحفية خاصة لإجراء بعض المقابلات مع الفتيات الكرديات والحديث معهن عن قضايا العنف الأسري الذي تتعرض له المرأة في كردستان.
كفاح لاسترجاع الحقوق المسلوبة؟
وتقول حمه في حديث مع DW عربية، وهي تتوجه إلى مكان إجراء المقابلات وتستحضر أسئلتها الواحدة تلو الأخرى، "أعشق عملي الصحفي. إني أحاول أن استرجع قصص الظلم الذي تعرضت له المرأة الكردية عن طريق كتاباتي"، في إشارة إلى التقارير المتنوعة التي تقوم بنشرها في صحيفة "ريوان" والتي تعنى بحقوق المرأة المسلوبة، فيما تعني ترجمة ريوان باللغة العربية (دليل القافلة).
وتضيف حمه (28 عاماً)، التي تعمل في صحيفة "ريوان" منذ نحو ثلاث سنوات أن "ما لمسته من قصص تخص واقع النساء فضلاً عن تهميش اغلبهن في ممارسة دورهن في الحياة، يدفعني إلى أن أبذل المزيد من الجهد والعطاء في سبيل إيصال كلمة المرأة الكردية في ريوان".
وعن المعوقات التي تواجهها أثناء عملها الصحفي تبيِّن حمه أن "هناك العديد من المعوقات التي تواجه عملي، أبرزها صعوبة الحصول على المعلومة، فضلاً عن تخوف الكثير من النساء المعنفات الحديث عن حجم العنف الذي يتعرضن له".
وتتلخص مهام حمه في إدارة صفحة التحقيقات وهي الصفحة الأخيرة في تسلسل الجريدة، فضلاً عن تحرير المواضيع التي ترسلها الصحفيات من مختلف مدن إقليم كردستان العراق، "ولكن قلة الكادر يدفعني أحياناً إلى التوجه نحو العمل الميداني لرصد قضايا المرأة في المجتمع"، تؤكد حمه.
منبر حر لقضايا المرأة
"منذ فترة طويلة وأنا أتابع صحيفة ريوان كما احرص على اقتناء كل نسخها عند يوم إصدارها، فهي تعتبر المنبر الحر لتطلعاتنا ونظرتنا لمستقبل مشرق وسط هذا المجتمع الذكوري الذي يسلب للمرأة حقوقها"، هذا ما قالته بناز محمد صابر، طالبة كلية القانون في محافظة السليمانية.
وتوضح صابر (20 عاماً)، في حوار مع DW عربية: أن "أغلب مواضيع الصحيفة تمتاز بالجرأة أثناء تناولها لقضايا العنف الأسري ضد المرأة؛ كما أنها "لا تتوقف عن طرح المواضيع فحسب، وإنما تسعى دائما إلى إيجاد الحلول لها عن طريق حشد الرأي العام للمطالبة بتشريع القوانين التي من شأنها تحسين واقع المرأة".
المصداقية صفة الصحيفة
ولم يذهب الموظف المتقاعد عثمان احمد حسين، (67 عاماً)، بعيداً عما قالته صابر، فالمصداقية في طرح المواضيع والموضوعية والمهنية التي امتازت بها مواضيع (ريوان)، "أبرز ما يميز هذه الصحيفة عن غيرها من الصحف الأخرى، ناهيك عن كفاءة كادر ريوان".
وبينما ينشغل بقراءة صحيفة "ريوان" التي وصفها بالـ"مفضلة"، يضيف حسين في حديث مع DW عربية: "أثبتت الصحيفة من خلال نجاحاتها المستمرة بان المرأة الكردية قادرة على النهوض بالمجتمع وتطويره والمشاركة الفعالة في بنائه"، مشيرا أنه و"رغم كثرة الإبداع النسوي في المجتمع الكردي إلا أن حقوق النساء لا تزال مسلوبة". وقد دعا حسين إلى تشريع القوانين لحماية "حقوق النساء".
صحيفة المرأة الكردية بامتياز
وتقول هانا شوان، رئيسة تحرير جريدة "ريوان"، إن "ما يميز صحيفتنا عن باقي الصحف النسوية، أنها أول صحيفة في كردستان تصدر بنتاج كادر نسوي متخصص من مراسلين ومحررين. وان المواضيع التي تتناولها الصحيفة تركز على قضايا وشؤون المرأة فقط".
وبينما تنشغل شوان بمتابعة الموقع الالكتروني لصحيفتها على كومبيوترها المحمول، تضيف في حديثها مع DW عربية: "نسعى من خلال هذه الصحيفة إلى رفع شأن المرأة وإنهاء العنف الأسري الذي تتعرض له، فضلاً عن تفعيل دورها في المجتمع وتحريرها من الأعراف والتقاليد وإنهاء النظرة الدونية بحقها".
وعن المعوقات التي تواجه عمل الصحفيات، ردت شوان بالقول: "اختلاف اللهجات بين مدن كردستان، فضلاً عن الصعوبة في الحصول على المعلومة من الأهالي أو من المؤسسات الحكومية".
وتؤكد رئيسة التحرير أن الصحيفة توزع في المناطق التابعة لكردستان حتى الحدود مع تركيا وإيران، وهي مناطق تمتاز عادة بالصبغة العشائرية المحافظة. وتؤكد رئيسة التحرير أن عدد قراء الصحيفة في "ازدياد سنويا"، مشيرة "نطمح إلى توسيع كوادرنا وتطويرها عبر الدورات التدريبية، فضلاً عن تأسيس راديو يحمل اسم (ريوان) خلال الفترة القصيرة القادمة".
ويبلغ عدد العاملين بصحيفة ريوان، التي تأسست عام 2001، إلى عشرين امرأة متخصصة في مجال المراسلة والتحرير والتصوير وتصميم الموقع والصحيفة، وهي تصدر بشكل نصف شهري، بواقع 4500 نسخة للعدد الواحد، وتوزع بشكل مجاني، وقد وصلت اليوم إلى العدد 276.