سوريا: "داعش" ولواء عاصفة الشمال يتوصلان لاتفاق هدنة في أعزاز
٢٠ سبتمبر ٢٠١٣أعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة وجماعة منافسة من المعارضة السورية اليوم الجمعة (20 أيلول/ سبتمبر 2013) هدنة بعد اشتباكات على مدى يومين قرب الحدود التركية اقتحم مقاتلون إسلاميون خلالها بلدة حدودية.
وقتل أعضاء بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام يوم الأربعاء خمسة أعضاء على الأقل بلواء عاصفة الشمال وهي جماعة معارضة تسيطر على الحدود. واستمرت الاشتباكات حتى أمس الخميس مما أبرز مدى عمق الخلافات في صفوف المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد منذ عامين ونصف العام.
ونشر لواء عاصفة الشمال اتفاقا لوقف إطلاق النار على صفحته على فيسبوك وقعه الجانبان بوساطة لواء التوحيد الإسلامي ومقره حلب على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي اعزاز. ودعا الاتفاق إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن المحتجزين وإحالة خلاف على السيطرة على الموقع الحدودي مع تركيا إلى هيئة شرعية يعترف بها الطرفان.
اتهامات لجماعة "داعش"
وبعد أشهر من تصاعد التوتر بين كتائب مقاتلة من المعارضة السورية والجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة، أتت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام على مدينة إعزاز لتفجر نارا تحت الرماد، وتولد شرخا جديدا في صفوف المجموعات المسلحة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، حسبما يرى محللون. ويشعر المقاتلون المعارضون بان الدول الداعمة لهم تخذلهم، في حين يحظى مقاتلو "الدولة الإسلامية" التي تعرف بـ "داعش"، بتسليح وتمويل يتيحان لها إحراز تقدم ميداني داخل ما يسمونه "المناطق المحررة".
ووصل الشرخ إلى ذروته، مع توجيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية انتقادات غير مسبوقة للدولة الإسلامية في العراق والشام، على خلفية هجماتها الأخيرة ضد الجيش السوري الحر في شمال البلاد. ويضم الجيش الحر طيفا واسعا من الكتائب والألوية المتعددة الانتماءات والمرجعيات، وبعضها إسلامي، لكن جبهة النصرة وداعش الجهاديتان لا تشكلان جزءا منه. وندد الائتلاف في بيان أصدره "بعدوان داعش على قوى الثورة السورية والاستهتار المتكرر بأرواح السوريين"، معتبرا أن ممارساتها "خروج عن إطار الثورة السورية"، وانتقد "ممارساتها القمعية" وعدم تواجدها على الجبهات مع قوات النظام.
وأخرجت معارك اعزاز إلى العلن التوترات الكامنة بين المعارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الموالية للقاعدة والتي كانت ظهرت في الميدان السوري بشكل متفاوت في أوقات سابقة من هذا العام. وتسود الشكوك العلاقة بين "داعش" والعديد من الكتائب المقاتلة منذ ظهور "الدولة الإسلامية" قبل أشهر. وفي حين يكفر مناصرو القاعدة الجيش السوري الحر وينتقدون تعامله مع الدول الغربية، يعتبر الطرف الآخر أن الجهاديين "عملاء" للنظام السوري الذي يستخدمهم لصالحه.
ع.خ / م.س (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)