شتاينماير يلتقي الرئيس السوري في آخر محطات جولته الشرق أوسطية
٤ ديسمبر ٢٠٠٦وصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير صباح اليوم الاثنين إلى العاصمة السورية دمشق، التي تعتبر آخر محطات جولته الشرق أوسطية. تأتي الجولة، التي استمرت أربعة أيام، استعداداً لتولي بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/ يناير القادم. وفي المحطة السورية من الزيارة التقى شتاينماير بالرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن التقى أولاً نظيره السوري وليد المعلم. وبحسب مصادر دبلوماسية سورية فأن شتاينماير بحث مع المسؤلين السوريين الأوضاع المتأزمة في منطقة الشرق الأوسط. ويبدو ان الغرض من الزيارة هو نقل رسالة واضحة الى الحكومة السورية تتعلق بموقفها من الشأن اللبناني بالدرجة الأولى. الرسالة تتضمن عنواناً عريضاً يربط بين خروج سوريا من عزلتها الدولية مقابل احترامها لسيادة لبنان، كما جاء على لسان المتحدث بإسم الوزير الألماني قبل بدء الزيارة. الجدير بالذكر ان زيارة شتاينماير الى دمشق تعد الأولى لوزير خارجية ألماني منذ سنتين. فآخر زيارة للدبلوماسية الألمانية جرت عام 2004، عندما زار وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر دمشق.
زيارة سوريا استكشافية وليست للوساطة
قبل بدء زيارته إلى دمشق قام الوزير الألماني بإجراء مباحثات مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية، اللتان تحتفظان بعلاقات متوترة مع دمشق. عن طبيعة الزيارة قال شتاينماير إن برلين لا تريد خوض غمار محاولة إجراء محادثات أو وساطة بين الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط، بل أنها ترغب في استكشاف أمكانية وجود تغيير في موقف دمشق حيال الوضع في المنطقة.
يحاول شتاينماير، الذي لا يريد ان يظهر بمظهر الوسيط، ان يقنع حكومة دمشق بأهمية ان يكون لها موقف بناء في علاقاتها مع دول الجوار وهو ما يعود بالمنفعة على سوريا من خلال خروجها من عزلتها الدولية. الجدير بالذكر ان القوى الغربية البارزة سعت الى عزل دمشق بسبب اتهامات بدور مزعوم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. كما ان موقف الدول الغربية هذا ينبع من اتهامات أخرى بدعم حزب الله اللبناني وحركة حماس بالإضافة الى دعم جماعات مسلحة في العراق.
المحطة اللبنانية
كانت بيروت أحدى المحطات الصعبة في زيارة شتاينماير، نتيجة للتداعيات التي تشهدها الساحة اللبنانية المتمثلة بالمظاهرات الحاشدة للمعارضة اللبنانية المدعومة من دمشق. ويطالب المظاهرون المعتصمون وسط بيروت برحيل حكومة فؤاد السنيورة المدعومة من الأكثرية المناهضة لسوريا. ولم يضيع الوزير الألماني الفرصة في إظهار دعمه للسنيورة بالقول: "يحظى السنيورة بتقدير على الصعيد العالمي كمدافع شجاع عن مصالح لبنان." الموقف الألماني من التطورات الأخيرة في بيروت يأتي في إطار دعم غربي كبير للحكومة اللبنانية الحالية في حربها الكلامية المستعرة مع دمشق. كما ربط رئيس الدبلوماسية الألمانية بين ضرورة الحفاظ على الديمقراطية في بلاد الأرز وبين عدم زعزعة الثقة في هذه الحكومة. ولم يكن شتاينماير أول دبلوماسي غربي كبير يعرب عن دعمه لحكومة بيروت، فقد سبقته وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت، التي أعلنت يوم السبت الماضي من بيروت عن دعم بلادها للبنان وحكومته الحالية والدعوة الى الحوار بين الفرقاء اللبنانيين.
زيارة شتاينماير في مرآة الصحافة الألمانية
حظيت زيارة شتاينماير الى المنطقة باهتمام محدود من قبل الصحافة الألمانية الزيارة. وفي هذا السياق تطرقت صحيفة نورينبيرجر تسايتونج الصادرة صباح اليوم تطرقت الى المصاعب التي تواجه شتاينماير في زيارته لسوريا. وفي تعليق لها بهذا الخصوص كتبت الصحيفة ان شتاينماير يحتاج الى حظ كبير في إقناع سوريا على ممارسة سياسة أكثر اعتدالاً وحملها على تبني نهج أكثر توازناً كلاعب إقليمي رئيسي في منطقة الشرق الأوسط. وأكدت الصحيفة كذلك على ضرورة إشراك سوريا في أية تسوية إقليمية محتملة. أما صحيفة فرانكفورتر الجماينه تسايتونج فقد تحدثت في تعليق لها بعنوان "كثير من المتناقضات وقليل من الأمل" هي الأخرى عن صعوبة الزيارة لسوريا. ترى الصحيفة ان الوضع في منطقة الشرق الأوسط مرتبط بعضه بالبعض الآخر بشكل مخيف ومعقد، وأن زيارة شتاينماير لسوريا ليست أكثر من محاولة "لجس الأوتار التي تشد الوضع المتأزم هناك" بغية البحث عن أية إمكانية محتملة للحد من توتر أزمة الشرق الأوسط.