شرق ألمانيا موقع جذاب لاستثمارات الشركات الأمريكية
١٤ يوليو ٢٠٠٦لا شك وأن الوضع الاقتصادي في الولايات الألمانية الشرقية شكل إحدى أهم الموضوعات التي ناقشتها أنجيلا ميركل مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في زيارته لها. ولعل ذلك كان السبب في دعوتها له إلى بلدة شترالزوند الواقعة في شرق ألمانيا بالذات، حيث تتسنى له فرصة التعرف عن كثب على شرق ألمانيا. وتسنت للمستشارة الألمانية فرصة الحديث عن أهمية الاستثمارات الأمريكية في المنطقة وضرورة تعزيزها عن طريق حث عدد أكبر من الشركات من أجل الاستثمار في شرق ألمانيا. ولربما كانت شركة AMD التي تعتبر إحدى الشركات الرائدة في مجال صناعة رقائق الكمبيوتر وواحد من أكبر المستثمرين في شرق ألمانيا خير مثال على هذه الشركات.
إن اختيار الشركة العملاقة لولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا لم يأت بمحض الصدفة، فالمنطقة كانت حتى في عهد جمهورية ألمانيا الديموقراطية رائدة في مجال صناعة التقنيات الدقيقة. ناهيك عن تدني أجور العمال فيها أكثر بكثير عنها في الولايات الألمانية القديمة في غرب ألمانيا. أضف إلى ذلك أن سوق العمل في الشرق يتسم بمرونة بالغة وبتوفر أيد عاملة مؤهلة خير تأهيل وخصوصا في مدن مثل دريسدن تتمتع بجامعات كبيرة. ونزول شركة AMD في هذا الجانب من ألمانيا دليل على جاذبية الولايات الألمانية الجديدة بالنسبة للشركات العالمية الكبرى، كما يقول الوزير الألماني للمواصلات والبناء وتطوير المدن فولفغانغ تيفينزي المسئول أيضا عن إعمار الولايات الألمانية الشرقية.
المليارات الأمريكية تتدفق إلى شرق المانيا
بلغ عدد الشركات التي افتتحت فروعا لها في شرق ألمانيا منذ اتحاد الألمانيتين في تشرين أول / أكتوبر عام 1990 قرابة 400 شركة، وفي مقدمة هذه الشركات شركة الكيميائيات Dow Chemical، موقع إي بي (E-Bay)، شركة السيارات جينيرال موتورز، العملاقة كوكا كولا وشركة الإطارات Good Year وغيرها من شركات كثيرة. وقد بلغ حجم الاستثمارات التي بذلتها الشركات الأمريكية في شرق ألمانيا حتى الآن 17 مليار يورو.
سفير الولايات المتحدة في ألمانيا ويليام روبرت تيمكن يصف العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والولايات الألمانية الشرقية بأنها ممتازة فعلا، " الولايات المتحدة الأمريكية مستثمر هام جدا في الولايات الشرقية والشركات الأمريكية توفر هنا قرابة 40 ألف مكان عمل، وبهذا نكون نحن الأمريكيون جزءا لا يتجزأ من اقتصاد شرق ألمانيا." وجدير بالذكر أن جاذبية الولايات الألمانية الجديدة للمستثمرين الأجانب تعود بالتالي أيضا إلى المعونات المالية التي تقدمها ألمانيا للمستثمرين، ناهيك عن المساعدات والتسهيلات الضريبية التي يقدمها كل من الاتحاد الأوروبي، الحكومة الألمانية ولا سيما الولايات الشرقية نفسها أيضا.
البيروقراطية الألمانية لا زالت عقبة في طريق الاستثمار
غير أن هذه الاستثمارات لا تخلو من العقبات والمشاكل وشكاوى المستثمرين التي كثيرا ما تتعلق بأمور شكلية بسيطة كالاعتراف برخصة القيادة الأمريكية في ألمانيا أو ضرورة زيارة الأمريكيين لدورات دراسية من أجل تعلم اللغة الألمانية. ولكنه ليس من النادر أن يدور الأمر حول عقبات أكبر من ذلك بكثير، "فسمعة أن ألمانيا بيروقراطية أكثر من اللازم لا زالت تلازمنا، وهذا يعني بالنسبة للمستثمرين في بلادنا التقيد بقوانين وأحكام كثيرة يتطلب بذل الكثير من المجهود والوقت. ولكن الحكومة الألمانية تعمل جاهدة من أجل الحد من هذه البيروقراطية من أجل تسهيل عملية الاستثمار على الشركات الأجنبية"، كما يقول الوزير تيفينزي.
ويقول رئيس الفرع الألماني لـ AMD هانس ديبه إن شركته غير نادمة على عملها في سكسونيا، فالموقع الاقتصادي قادر على المنافسة على الصعيد العالمي. هانس ديبه يتطلع مستقبلا رغم صعوبة شروط المفروضة على حضور الشركات في السوق ويقول: "نتواجد في منافسة عالمية في مجالنا للتقنيات الدقيقة، ما لا ينطبق على الإتحاد الأوروبي فحسب، بل إن أسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تتواجد كلها في منافسة لا تعرف الرحمة. ورغم قدرتنا على المنافسة هذه، فنحن لم نصل بعد إلى هدفنا. وأنا متأكد تماما من أن ما تم بناءه في ساكسونيا من شأنه أن يعمل مستقبلا على زيادة النمو الاقتصادي في المنطقة."