عامان على الثورة الليبية: احتفاء بالحرية وانتقاد للحكم الجديد
١٦ فبراير ٢٠١٣تقول الناشطة الاجتماعية الليبية رويدا بلحاج بأنها تشعر بأن الحياة الاجتماعية قبل الثورة كانت أفضل مما هي عليه الآن. بلحاج أضافت في حوار مع DW عربية بمناسبة مرور عامين على الثورة الليبية، التي أطاحت بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، أنها "كانت تتوقع أن يتغير الشباب وتتحسن أوضاعهم وأن يضعوا أهدافا نصب أعينهم وأن تكون لديهم طموحات. لكن ما رأيته هو أن معظمهم لا يشتغلون ويريدون أن يقدم لهم كل شيء على طبق وبدون كد وخاصة الأموال".
وأشارت بلحاج إلى أن الشباب يشعرون بالإحباط "بالرغم من توفر فرص العمل". الناشطة الليبية أعربت عن اعتقادها بأن "الشيء الوحيد الذي تغير هو مقتل القذافي". وعن حياتها والتغير الذي أحدثته الثورة عليها قالت بلحاج لـ DW "شخصيا وضعي بعد الثورة أفضل مما كان عليه قبلها، إذ يمكنك الآن أن تشتغل في السفارات ومع الشركات الأجنبية ومع المنظمات الدولية. وحتى الانخراط في سلك الإعلام وغيره من المجالات التي لم تكن متاحة لكل المواطنين صارت أفضل ولمن لديهم الكفاءة والخبرة والمهارة".
"يمكنك الحديث مع أعلى مسؤول"
وعن مناخ الحرية والمسار السياسي يقول الشاب عبد الله السنوسي التاجر بسوق الذهب بقلب العاصمة طرابلس لـ DW عربية أن هناك "حرية في البلاد ويمكن للمرء الحديث مع أي مسؤول بدون خوف". ويضيف السنوسي أنه "في عهد القذافي لم يكن بالإمكان أن تتكلم حتى مع شرطي المرور وفي يوم الخميس الماضي التقيت برئيس المؤتمر الوطني ( البرلمان الليبي ) محمد المقريف أثناء زيارته لشارع فشلوم الذي له رمزيته في الثورة الليبية وقلت له ما في خاطري بعد أن كان يتسابق الشباب على التقاط الصور معه. وقلت للمقريف ما في خاطري وبدون خوف عن حالة البلد وطموحات الشباب".
التاجر الشاب عبد الله العائب الذي التقيناه في مقهى بميدان الشهداء بقلب العاصمة، قال لـ DW سننتقل للمسار الديمقراطي ببناء مؤسسات بعد تجهيل من نظام سابق لا يعترف بحقوق وادمية الانسان، وأعتقد أن البناء يحتاج إلى صبر وقناعة وتحكيم للعقل.
اختفاء السلاح والوضع الأمني في تحسن
وعن الوضع الأمني والذي تحدث عنه رئيس الوزراء بالحكومة المؤقتة علي زيدان نحن الآن بعد ثورة مسلحة ولا ننكر وجود خروقات أمنية ولكن المظاهر المسلحة خفّت كثيرا هذه الأيام. وحدهم المسلحون المنضمون من الثوار إلى وزارتي الدفاع والداخلية خرجوا للشوارع يريدون حماية الثورة والمواطنيين. فقد اختفى السلاح في المدة الماضية وصدر قانون بتجريم حمل السلاح، وأضاف زيدان بالقول في مؤتمر صحفي، الأمن في وضعية أفضل من السابق ولا تزال هناك جهود تبذل أكثر حتى يستتب الأمن ويتحقق الاستقرار، مع الموافقة على الميزانية من قبل المؤتمر الوطني وستدور عجلة الاقتصاد نحو الأفضل.
الخبير الاستراتيجي العسكري المتقاعد الضاوي أبو راس تحدث لـ DW عربية وأكد بدوره أن الوضع الأمني جيد ويتحسن، لكنه انتقد الحكومة والمؤتمر الوطني، حيث يرى بأن هاتين الجهتين لم تقوما بدورهما في تنظيم الأمور، فالمعسكرات تحت سيادة بعض كتائب الثوار، كما أن الحكومة لم تتخذ إجراءات لدعم بناء الجيش والشرطة فيها لأنهما خارج سيطرة الحكومة. وأضاف أبو راس بأنه "تم إدماج كتائب الثوار في منظمتي الجيش والشرطة بدون احترافية ولا مهنية، وبذلك تبقى الكتائب موالية للأحزاب أو الجهات أو المناطق التابعة لها"، وعرج الضاوي على أن "اختيار القيادات العسكرية وقيادات الشرطة كان مناطقي في الحكومات السابقة والحالية ولم يكن حسب الخبرة والكفاءة".