غرق مركب الهجرة قبالة اليونان: مصر تنعي والأمم المتحدة تحذر
١٦ يونيو ٢٠٢٣دعت الأمم المتحدة اليوم الجمعة (16 حزيران/يونيو 2023) الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات لمنع غرق المزيد من المهاجرين في كوارث القوارب التي تقع في البحر المتوسط. وقالت فريدريكو سودا مديرة إدارة الطوارئ بمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة: "من الواضح أن النهج الحالي المتبع في البحر الأبيض المتوسط غير عملي". وأضاف: "على الدول أن تتكاتف وتعالج الثغرات في عمليات البحث والإنقاذ، وعمليات الإخلاء السريع، واتباع المسارات المنتظمة الآمنة".
ودعت جيليان تريجز، مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية بوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى مزيد من التنسيق والتضامن وتقاسم المسؤولية بين دول الاتحاد الأوروبي.
وكان خفر السواحل اليوناني قد وسع اليوم الجمعة، منطقة البحث، قبالة الساحل الجنوبي الغربي من البلاد، حيث غرق قارب صيد، يحمل المئات من المهاجرين بينهم سوريون وفلسطينيون ومصريون وباكستانيون وغيرهم خلال الأسبوع، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين. وذكرت وسائل إعلام يونانية أنه سيتم وقف عملية البحث، خلال اليوم الجمعة.
من مصر إلى ليبيا
وتم اعتقال تسعة من بين الناجين من الكارثة وعددهم 105 أشخاص، مساء أمس الخميس، في ميناء "كالاماتا" الساحلي وذلك للاشتباه في أنهم من مهربي البشر. ويواجه المقبوض عليهم، وهم من مصر، اتهاماً بتشكيل منظمة إجرامية، والتسبب في القتل الناجم عن الإهمال، حسبما ذكرت إذاعة "إي آر تي" الحكومية مساء أمس الخميس.
ووفقاً لأحدث نتائج التحقيق، بدأ قارب الصيد رحلته من مصر قبل أيام قليلة، وبعدها توقف في طبرق بليبيا، لأخذ المزيد من الأشخاص، قبل أن يبحر صوب إيطاليا.
ونعت مصر اليوم الجمعة ضحايا حادث غرق المركب. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحفي إن السفارة المصرية في أثينا تتابع مع السلطات اليونانية المعنية على مدار الساعة، عمليات البحث عن المفقودين وانتشال جثامين الضحايا للتأكد من هوية وأعداد الضحايا من المصريين. كما تتابع السفارة المصرية وضع الناجين ممن تم التعرف على هويتهم لتقديم الخدمات اللازمة لهم، حسب نفس المصدر.
وأكدت مصر مجدداً، إدانتها بأشد العبارات، "استمرار قيام العصابات المنظمة لجرائم الهجرة غير الشرعية باستغلال حاجة البعض ممن يبحثون عن فرص أفضل للحياة والعمل، معرضةً حياتهم لمخاطر الموت وفقدان الأمل".
وتقدمت الحكومة المصرية مجدداً بخالص العزاء والمواساة لأسر وذوي ضحايا هذا "الحادث الأليم".
الجزء الأكبر من السوريين "مفقودون"
أكثر من 120 سورياً، الجزء الأكبر منهم لا يزال في عداد المفقودين، كانوا على متن قارب المهاجرين، وفق ما أفاد ناشطون وأهال وكالة فرانس برس. وبحسب ناشطين وسكان سوريين، فإن غالبية الركاب السوريين ينحدرون من جنوب البلاد، وخصوصاً محافظة درعا. وبناء على مقابلات مع عائلات ركاب، وثق "مكتب توثيق شهداء درعا" حتى الآن 55 مفقوداً و35 ناجياً من جنوب البلاد.
ومنذ سيطرة القوات الحكومية عليها في العام 2018، طغت الفوضى الأمنية على درعا، كما يعاني سكانها على غرار كافة المناطق السورية من وضع معيشي مزر جراء الأزمة الاقتصادية التي نتجت من النزاع الدامي المستمر منذ 2011.
وشكى سوريون عديدون توجهوا إلى اليونان للاطمئنان على أقاربهم من صعوبة الحصول على معلومات ومنع السلطات لهم من لقاء الناجين من أفراد عائلاتهم.
خ.س/ص.ش (د ب أ، أ ف ب)