غزة: الجنود ينسحبون والمعابد باقية
أخيرا، صادقت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أمس الأحد على قرار يقضي بإنهاء الإدارة العسكرية الإسرائيلية لقطاع غزة. وجاء القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بالإجماع ليعطي الضوء الأخضر لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة في القطاع بعد احتلال دام 38 عاما. ووفقا للقرار، فإن الجيش الإسرائيلي بدأ مساء أمس الأحد بسحب قواته من القطاع الفلسطيني ووعد بإنجاز المهمة خلال 12 ساعة، أي مع إطلال فجر اليوم الاثنين.
مصر تنشر 750 جنديا
وتزامن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن خطة الانسحاب مع بدء القوات المصرية أمس الأحد بنشر 750 عنصرا من قواتها على الشريط الحدودي الذي يفصل قطاه غزة عن مصر. وأكد مسؤولون في وزارتي الخارجية والدفاع أن طلائع الجنود الإسرائيليين وصلت الأحد إلى بلدة رفح الحدودية، وذلك تطبيقا للاتفاق المصري ـ الإسرائيلي الذي يقضي بنشر قوات مصرية على الحدود الفاصلة بين القطاع ومصر. وكان قادة عسكريين مصريين وإسرائيليين مؤخرا اتفاقا بشأن نشر قوات مصرية على الحدود مع غزة تحضيرا لانسحاب القوات الاسرائيلية. وعقب الاتفاق موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على نشر 750 جنديا من القوات المصرية على الحدود البالغ طولها 12 كيلومترا لتحل محل القوات الاسرائيلية. وتجدر الإشارة إلى أن معاهدة السلام الموقعة بين مصر واسرائيل عام 1979 تقضي بألا تنشر مصر سوى قوات شرطة مزودة بأسلحة خفيفة على جانبها من الحدود. وبدلا من تعديل المعاهدة اتفقت مصر وإسرائيل من خلال التفاوض على بروتوكول منفصل يمكن مصر من نشر قوات حرس حدود يحملون أسلحة ثقيلة.
المعابد باقية
وعلى صعيد هدم واحد وأربعين معبدا يهوديا بعد رحيل المستوطنين من القطاع الفلسطيني، فاجأ وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز الرأي العام عندما أعلن عن رفضه لمواصلة عمليات الهدم رغم القرار الذي اتخذته المحكمة الإسرائيلية العليا بضرورة هدم المعابد بعد الانسحاب. وفي حين اقترح موفاز ترك البت في الموضوع للحكومة الإسرائيلية في اجتماعها المقبل، أكد سياسيون إسرائيليون أن دوافع موفاز لوقف عملية الهدم لها علاقة بأمور سياسية إسرائيلية داخلية، قائلين إنها "رسالة واضحة على ناخبي الليكود." ووفقا لمحللين إسرائيليين، فإن موفاز يريد باتخاذه لهذا القرار الانضمام إلى جوقة الأصوات اليمينية المتشددة والتي تسيطر في الوقت الحاضر على حزب الليكود. وفي تؤيد أحزاب إسرائيلية هدم المعابد اليهودية في الأراضي التي غادرها المستوطنون، فإن أحزاب يمينية مثل حزب المفدال تعارض هدم هذه المعابد وتطالب بالمقابل بالحصول على ضمانات عربية ودولية للحفاظ عليها وعدم تدميرها.
الفلسطينيون ينتقدون
وجاء قرار موفاز بإلغاء عملية هدم المعابد ليثير انتقادات شديدة اللهجة من الجانب الفلسطيني. في هذا السياق، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني القرار الإسرائيلي بأنه "مشكلة ضخمة" ستعترض سعي الجانبين إلى إكمال عملية فك الارتباط وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية. وفي حين طالب شعث الجانب الإسرائيلي بتنفيذ بنود الاتفاق، قال المسؤول إن بقاء المعابد قد يؤدي إلى حدوث أعمال عنف. ووفقا للمراقبين، فإن الحكومة الإسرائيلية استجابت باتخاذها لقرار وقف الهدم لحاخامات بارزين حثوها على الإبقاء على المعابد. وسبق للمسؤولين الفلسطينيين أن طالبوا الجانب الإسرائيلي بهدم العابد، قائلين إنهم لا يريدون الاضطرار إلى هدمها أمام أعين الرأي العام الدولي.
دويتشه فيله