في الذكرى المئوية لغرق تايتانيك رحلة تذكارية لأحفاد ضحاياها
٩ أبريل ٢٠١٢تزامنا مع الذكرى المئوية لغرق للسفينة البريطانية الأسطورية تايتانيك نُظمت رحلة على متن سفينة بريطانية عصرية انطلقت على نفس المسار الذي سلكته السفينة المنكوبة قبل نحو قرن من الزمان، شارك فيها أحفاد الضحايا. وارتدى البعض الملابس التي كانت سائدة في ذلك الوقت من فراء وقبعات للنساء وحلل وقبعات مستديرة للرجال وركبوا السفينة، التي أبحرت أمس الأحد، من ميناء ساوثهامتون على الساحل الجنوبي لبريطانيا. ووقف الركاب على السطح المكشوف من السفينة وأخذوا يلوحون لمودعيهم لينطلقوا على نفس المسار الذي اتخذته السفينة تايتانيك قبل 100 عام في الرحلة الأولى والأخيرة لها من ساوثهامبتون إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي.
وغرقت السفينة المنكوبة، التي وُصفت آنذاك بأنها السفينة التي لا تغرق، في المياه المتجمدة للمحيط الأطلسي قبالة جزيرة نيوفاوند لاند الكندية يوم 15 ابريل/نيسان عام 1912 بعد اصطدامها بجبل من الجليد. ولقي نحو 1500 شخص حتفهم، فيما لم تم إنقاذ سوى ما يقارب على 700 شخص، حيث لم يكن بالسفينة قوارب إنقاذ كافية للجميع.
13 ألف دولار لرحلة تذكارية تستغرق 12 ليلة
وأسرت أشهر كارثة بحرية في العالم قلوب الناس منذ ذلك الحين وهو ما يفسر استعداد ركاب من 28 دولة لدفع 8000 جنيه إسترليني (13000 دولار) في التذكرة الواحدة ليكونوا ضمن الرحلة التي تنظمها شركة سياحية بريطانية في الذكرى المئوية لغرق تايتانيك. وستبحر السفينة بالمورال في نفس مسار تايتاينك قبل أن تصل إلى موقع غرق الأخيرة، حيث يقام على ظهر السفينة بالمورال حفل تأبين في 15 من الشهر الجاري في ذكرى الضحايا الذين واجهوا الموت غرقا في نفس المنطقة قبل 100 عام. وقال منظمو الرحلة إن 1309 ركاب حجزوا تذاكر في الرحلة التذكارية. ورغم أن بالمورال سفينة حديثة، إلا أن القائمين على الرحلة، التي تستغرق 12 ليلة، سيحرصون على خلق الأجواء التي كانت سائدة في ذلك الزمن من الموسيقى إلى موائد العشاء الفاخرة كما سيعطي خبراء محاضرات عن تايتانيك، التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث الإنساني.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت منظمة التربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" التابعة للأمم المتحدة حماية حطام سفينة "تيتانيك" كتراث إنساني ضد عمليات التدمير والتخريب. وتقضي اتفاقية اليونيسكو التي دخلت عام 2009 حيز التنفيذ بحماية التراث الحضاري الغارق تحت مياه البحار بعد مرور مئة عام على غرقه. ودعت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو إيرينا بوكوفا الخميس الغواصين من خلال بيان صدر عنها إلى عدم إلصاق أية معالم تذكارية على حطام "تيتانيك" أو تخزين مخلفات من أي نوع هناك. وأكدت بوكوفا أن هناك حطام آلاف القطع الأخرى تحت مياه البحار والمحيطات يجب فرض الحماية عليها قائلة: "كل هذه القطع الغارقة هي نماذج أثرية تمثل قيمة علمية كبيرة، كما أنها تمثل ذكرى لفواجع بشرية ، تستوجب معاملة خلفياتها باحترام لائق".
(ش.ع/ د.ب.أ، رويترز)
مراجعة: حسن زنيند