قتال شرس في سيفيرودونيتسك.. وبرلين تجدد دعمها لكييف
١٣ يونيو ٢٠٢٢أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الكلفة البشرية لمعركة السيطرة على سيفيردونيتسك "مروعة"، في وقت تهدد القوات الروسية بالسيطرة على المدينة الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا. وقال زيلينسكي عبر "تلغرام" "الكلفة البشرية لهذه المعركة مرتفعة للغاية بالنسبة إلينا. إنها مروّعة بكل بساطة".
فيما قال مسؤول أوكراني إن القوات الروسية شددت قبضتها على مدينة سيفيرودونيتسك بشرق أوكرانيا، اليوم الاثنين (13 حزيران/يونيو)، وقطعت آخر الطرق لإجلاء المدنيين، في مشهد يعكس صورة الهجوم الذي شنته موسكو على ماريوبول في مايو/أيار الماضي.
ووسط قصف مكثف، قال حاكم المنطقة سيرغي غايداي على مواقع التواصل الاجتماعي إن جميع الجسور خارج المدينة قد دمرت، مما يجعل من المستحيل إدخال شحنات المساعدات الإنسانية أو إجلاء المواطنين. وأضاف أن القوات الروسية تسيطر الآن على 70 في المئة من المدينة الصغيرة، التي أصبحت محورا لواحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب، لكن من تبقى من المدافعين الأوكرانيين ليسوا محاصرين تماما.
وفي وقت سابق، قال غايداي حاكم منطقة لوهانسك التي تضم سيفيرودونيتسك "المعارك عنيفة لدرجة أن القتال قد يستمر لأيام للسيطرة ليس على شارع بل على مبنى كبير".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية (ريا) عن المتحدث باسم الانفصاليين الموالين لموسكو، إدوارد باسورين، قوله إن القوات الأوكرانية محاصرة فعليا في سيفيرودونيتسك وأمامها خياران هما الاستسلام أو الموت.
ألمانيا "ليست مترددة" في الدعم بالسلاح
ودافعت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت عن دعم بلادها لأوكرانيا. وخلال ندوة أمريكية ألمانية في برلين، قالت السياسية المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، اليوم الاثنين معلقة على رد الفعل المشترك من جانب حلف شمال الأطلسي (ناتو) والشركاء في الاتحاد الأوروبي: "نقف معا في لحظة الخطر وقادرون عن القيام بعمل استثنائي".
وتحدثت الوزيرة الألمانية عن دعم أوكرانيا بالأسلحة والمال والمساعدات العينية، وقالت إن الغرض من التعزيز المشترك للجناح الشرقي للناتو الذي وصفته بأنه عرضة للإصابات هو جعل الحلف برمته أكثر أمانا، وأردفت لامبرشت أن بلادها تساعد كثيرا.
وذكرت أن بلادها وصلت أيضا إلى أقصى حدود قدراتها بتعهدها بتوريد سبعة أنظمة مدافع هاوتزر 2000 وذلك بسبب التزاماتها حيال الناتو. وقالت إن بلادها تحاول بشكل مشترك مع الولايات المتحدة تلبية رغبة أوكرانيا في توريد راجمات صواريخ متعددة طراز مارس. ورأت أن ألمانيا وصلت هنا أيضا إلى أقصى حدود قدراتها.
ومن جانبه، نفى المستشار الألماني أولاف شولتس اتهاما بالتردد في توريد أسلحة وعد بها أوكرانيا. وفي أعقاب لقاء له مع رؤساء حكومات ولايات شرق ألمانيا في جزيرة ريمس القريبة من مدينة غرايفسفالد، أشار شولتس في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين إلى تدريب القوات المسلحة الأوكرانية اللازم لأنظمة الأسلحة التي يتسم بعضها بأنه حديث للغاية ومعقد. وقال شولتس إن الأمر يتعلق بـ "معدات ثقيلة بحق ويجب أن يكون المرء قادرا على استخدامها ولهذا يجب التدريب عليها وهذا يحدث في جمهورية ألمانيا الاتحادية حاليا".
أوكرانيا تخسر "ربع أراضيها الصالحة للزراعة"
أعلنت وزارة الزراعة الأوكرانية الاثنين أن أوكرانيا خسرت ربع أراضيها الصالحة للزراعة بسبب الاحتلال الروسي لمناطق معينة في الجنوب والشرق دون أن يشكل ذلك "تهديدًا للأمن الغذائي" للبلاد. وقال نائب وزير الزراعة تاراس فيسوتسكي في مؤتمر صحافي أنه "على الرغم من خسارة 25% من الأراضي الصالحة للزراعة فإن المحاصيل المزروعة هذا العام أكثر من كافية لضمان الاستهلاك" للسكان الأوكرانيين. وذكر أن "الاستهلاك انخفض أيضًا بسبب النزوح الجماعي (للسكان) وحركات الهجرة" خارج البلاد.
رغم الخسارة الكبيرة للأراضي التي تقع الآن تحت سيطرة الروس، أكد فيسوتسكي للصحافة أن "البنية الحالية للأراضي المزروعة (...) لا تشكل تهديدًا للأمن الغذائي في أوكرانيا". وأضاف "تمكن المزارعون الأوكرانيون من الاستعداد بشكل جيد نسبيًا للزراعة قبل بدء الحرب".
خ.س/ف.ي (رويترز، د ب أ، أ ف ب)