كيري يؤكد سعيه لسد "فجوات مهمة" في المحادثات النووية مع إيران
٨ نوفمبر ٢٠١٣قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء الجمعة (8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) إن المسائل الكبرى في المفاوضات بشان البرنامج النووي الايراني لم تتم تسويتها بعد. واوضح الوزير الذي انضم فجأة مع نظرائه البريطاني والالماني والاميركي إلى مفاوضات جنيف "حاليا لم تتم تسوية المسائل الكبرى لكننا نعمل في جنيف , اذا امكن, للتوصل الى ذلك".
وافاد مقربون من الوزير ان نقاط النقاش هي ثلاثا: مصير المخزون النووي المخصب بنسبة 20%, وبناء مفاعل المياه الثقيلة في اراك (العنصر الثاني الى جانب تخصيب اليورانيوم الكفيل بالتوصل الى قنبلة نووية) و"مسألة احتمالات التخصيب على أمد أطول". في النقطة الاخيرة التي قد تقر بامكان تخصيب ايران لليورانيوم "هناك الكثير من التفاصيل الدقيقة السياسية والتقنية" التي ينبغي الحصول عليها بحسب المصدر نفسه. واكد الوزير في تصريح مقتضب "ان فرنسا تامل في التوصل الى اتفاق يحظى بمصداقية بشان البرنامج النووي الايراني".
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إثر لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند حول البرنامج النووي الإيراني أن محادثات جنيف حول هذا البرنامج "توفر فرصة لإحراز تقدم حقيقي". وقال كاميرون على حسابه على تويتر "تحدثت للتو مع الرئيس أولاند بشان إيران. نحن متفقان على أن محادثات بناءة في جنيف توفر فرصة لإحراز تقدم حقيقي". وأكدت متحدثة باسم رئاسة الحكومة البريطانية لوكالة فرانس برس "بلغنا مرحلة مهمة في المحادثات في جنيف".
لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد اليوم الجمعة أنه لا تزال هناك فجوات مهمة ينبغي سدها في المحادثات مع إيران بخصوص كبح برنامجها النووي. وقال كيري للصحفيين بعد فترة وجيزة من وصوله إلى جنيف، مهونا من التوقعات بحدوث انفراجة "أود التأكيد على أنه لا يوجد اتفاق في الوقت الحالي". وأضاف "أعتقد أن أحدا لا يشك في أن هناك بعض الفجوات المهمة التي يتعين سدها".
وفي منتصف الجولة الثانية من المفاوضات منذ انتخاب الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني، الذي فتح الباب أمام حل سلمي للنزاع النووي، انضم كيري إلى نظرائه من القوى العالمية الست في جنيف للمساعدة في إبرام اتفاق مبدئي في الوقت الذي تحذر فيه إسرائيل من أنهم يرتكبون خطأ تاريخيا.
لكن مساعد المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما، جوش ايرنست، قال في لقاء صحافي من على متن الطائرة الرئاسية، إنه حتى الآن "ليس هناك اتفاق" في مفاوضات جنيف، مضيفا أن "أي انتقاد للاتفاق سابق لأوانه".
وقال دبلوماسيون إنه لا يزال من غير المؤكد حدوث انفراجة وإنها لن تشكل على أي حال أكثر من مجرد خطوة أولى في عملية طويلة ومعقدة نحو حل دائم يبدد المخاوف الدولية من احتمال سعي إيران لامتلاك وسائل صنع أسلحة نووية.
لكن وصول كيري ووزراء الخارجية البريطاني وليام هيغ والفرنسي لوران فابيوس والألماني غيدو فيسترفيله يشير إلى أن القوى الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا ربما يكونون أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق طال انتظاره مع إيران، كما يرى مراقبون.
ومن المتوقع أن يعقد كيري اجتماعا ثلاثيا مع كاثرين آشتون، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف.
ويبدو أن هذا الاجتماع سيكون حاسما في تقرير مصير الاتفاق، حيث أكد عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أنه يمكن التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن البرنامج النووي الإيراني عقب هذا الاجتماع، "وعقب ذلك يمكن أن تتبنى كل الأطراف ذلك الاتفاق".
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة إن مدير الوكالة يوكيا أمانو سيجري محادثات مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى في طهران يوم الاثنين تستهدف "تعزيز الحوار والتعاون" بين الجانبين. وقد يكون قرار أمانو بقبول الدعوة لزيارة طهران مؤشرا على إحراز تقدم في الجهود المضنية التي تبذلها الوكالة للتحقيق في الأنشطة النووية الإيرانية.
ف.ي/ م.س (د ب ا، رويترز، أ ف ب)