لغز نجمة بيت لحم
٢٥ ديسمبر ٢٠١٠يرد ذكر نجمة بيت لحم في إنجيل متى فقط، حيث يتحدث عن نجم ساطع أنار السماء فوق مدينة بيت لحم وساعد نوره ملوك الشرق الثلاثة في الاهتداء إلى مكان مريم العذراء وابنها يسوع بُعيد ولادته. ويعتقد كثيرون أن رفات هؤلاء الملوك موجود اليوم في كاتدرائية مدينة كولونيا الألمانية. هذه القصة ألهمت رسامين كثيرين على مر العصور، وقد ظهر النجم في لوحاتهم الفنية نورا ساطعا، كما شكلت تحديا لعلماء الفلك، وقد اعتبرها معظمهم مذنبا.
في عام 1997 شوهد في السماء مذنب هالي بوب Hale-Bopp الذي بلغ قطره حوالي 60 كيلومترا ووصلت سرعته إلى 44 ألف كيلومتر في الثانية. وحسب الحسابات الفلكية، من المرجح أن يشاهد سكان الأرض هذا المذنب مرة ثانية في عام 4535. وتقول عالمة الفيزياء الألمانية ساندرا فوغل العاملة في مرصد بريمن الفلكي "لقد بدا المذنب Hale-Bopp بذيله الطويل مثل سهم يشير إلى شيء ما". لكنها تضيف أن هذا المذنب لم يكن بالإمكان مشاهدته من على الأرض عند ولادة يسوع لعدم مروره بالقرب منها آنذاك.
تتشاءم معظم الشعوب من المذنبات والنيازك وخاصة في العصور السحيقة، لذا من الصعب أن يكون أحد قد استبشر خيرا أو تفاءل برؤية مذنب قبل 2010 أعوام. والرومان اعتبروا ظهور مذنب شاهده أهل روما في عام 12 قبل الميلاد المسؤول عن وفاة قائدهم الجنرال أغريبا.
المشتري وزحل
وتضيف العالمة الألمانية ساندرا فوغل تفسيرا آخر محتملا لما يسمى بنجمة بيت لحم: "انفجار نجم، أي سوبر نوفا"، وتتابع "البرق الناجم عن هذا الانفجار سيجعل الليل نهارا والسحابة المضيئة التي تتشكل من بقايا انفجار النجم ستضيء السماء لعدة أسابيع". لكنها تسارع إلى نفي حدوث سوبر نوفا قبل ألفي عام وتقول "لم يعثر علماء الفلك على أي دليل يشير إلى حدوث سوبر نوفا قبل حوالي 2000 عام". لكن ما الذي حدث في سماء بيت لحم إذن؟
يميل العلماء إلى الاعتقاد بأن تغييرا في مواقع الكواكب كان السبب في حدوث هذه الظاهرة. وفي القرن السابع عشر دلت الحسابات الفلكية، التي أجراها الفلكي الألماني يوهانس كيبلر، أن كوكبي المشتري وزحل كانا في موقع متميز في العام السابع قبل الميلاد، بحيث بدا الكوكبان وكأنهما امتزجا في كوكب واحد. "المشتري بالنسبة للفلكيين القدماء ملك الكواكب، أما زحل فكانت حلقاته المميزة ترمز إلى شعب إسرائيل"، كما تقول فوغل. وتضيف بأن الكوكبين دخلا في العام 7 قبل الميلاد في برج الحوت "وبرج الحوت يرمز إلى فلسطين والولادة".
دليل جليّ
علماء الفلك والمنجمون في ذلك العصر فسروا هذا الحدث – أي وجود المشتري وزحل في برج الحوت – على أن ملكا جديدا لليهود سوف يولد في فلسطين. وحسب نبوءات التوراة ستكون ولادته في مدينة بيت لحم، المدينة التي ولد فيها الملك داوود حسب اعتقادهم.
أما المشككون في هذا التأويل فيقولون، إن وجود كوكبين في موقعين قريبين من بعضهما البعض، ونظرا لعدد النجوم الكبير في السماء، لا يمكن لمعظم الناس رؤيتهما بالعين المجردة وبهذا السطوع، لا اليوم ولا في الماضي.
إلا أن ساندرا فوغل تعارض هذه الشكوك وتقول بأن الناس اتصلوا في المرصد حيث تعمل، كما اتصلوا بالشرطة والإطفائية لاعتقادهم أنهم شاهدوا صحنا طائرا حين اقترب كوكبا المشتري والزهرة من بعضهما البعض في شباط فبراير عام 1999. وتتساءل "إذا كان الناس لاحظوا هذه الظاهرة، فلماذا لا يمكن للناس أن يكونوا قد لاحظوا ظاهرة مشابهة قبل ألفي عام؟". لكن، وإذا صح تفسيرها هذا يكون المسيح قد ولد قبل سبعة أعوام مما يُعتقد.
أندرياس سيمونس/ عبد الرحمن عثمان
مراجعة: أحمد حسو