ماكرون يواجه منافسة شرسة في انتخابات الرئاسة الفرنسية اليوم
١٠ أبريل ٢٠٢٢
يدلي الناخبون الفرنسيون اليوم الأحد (العاشر من نيسان/ أبريل) بأصواتهم في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تاثرت بالحرب في أوكرانيا، قبل منافسة حادة ممكنة في في (24 نيسان/ابريل) في الدورة الثانية بين إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان التي لم تكن يوما قريبة إلى هذا الحد من الفوز.
ودعي نحو 48,7 مليون فرنسي إلى مراكز الاقتراع لاختيار واحد من 12 مرشحا في الدورة الأولى في نهاية حملة غريبة طغى عليها وباء كوفيد-19 أولا ثم الحرب في أوكرانيا التي هيمنت على جزء من النقاشات.
ويبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحا (0600 بتوقيت غرينتش) وينتهي في الساعة 1800 بتوقيت غرينتش حيث سيتم حينها نشر أول استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع. وعادة ما تكون هذه الاستطلاعات موثوقة للغاية في فرنسا.
معركة شرسة
ومنذ أسابيع تشير استطلاعات الرأي إلى امتناع كبير عن التصويت وترجح أن يأتي الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون في الطليعة متقدما على مارين لوبن كما في انتخابات 2017، بينما يأتي المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون في المركز الثالث.
ويخوض اليساري المخضرم الانتخابات الرئاسية الفرنسية لثالث مرة، وحصل فى استطلاعات الرأي على ما يتراوح بين 15,5 و17% من الأصوات، وينظر إليه على أن لديه أفضل الفرص، بالنسبة لمعسكر اليسار في الانتخابات.
ويركز في حملته الانتخابية على العدالة الاجتماعية ويدعو إلى رفع الحد الأدنى للأجور وباستفتاءات ملزمة.
وتميل الدراسات العديدة إلى إظهار أن لوبن وميلانشون يشهدان منذ أيام مسار تقدم مما يقلص إلى حد كبير الفارق مع إيمانويل ماكرون الذي دخل الحملة متأخرا.
لكن الامتناع عن التصويت إلى جانب واقع أن جزءا كبيرا من الناخبين ليسوا متأكدين من اختيارهم، يجعل كل الاحتمالات ممكنة.
وقبل أسابيع فقط، كانتاستطلاعات الرأي تشير إلى فوز سهل لماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي والذي تعزز موقفه بفضل دبلوماسيته النشطة بشأن أوكرانيا والتعافي الاقتصادي القوي بالإضافة إلى ضعف المعارضة المتشرذمة.
لكن شعبيته تراجعت لعدة أسباب منها دخوله المتأخر إلى الحملة الانتخابية إذ لم يعقد سوى تجمع انتخابي واحد كبير وهو الأمر الذي اعتبره حتى أنصاره مخيبا للآمال، وتركيزه على خطة لا تحظى بالشعبية لزيادة سن التقاعد، إلى جانب الارتفاع الحاد في التضخم.
تقدم مارين لوبان
في المقابل قامت لوبان المنتمية لليمين المتطرف والمشككة في الاتحاد الأوروبي والمناهضة للهجرة بجولة في فرنسا تعلو وجهها الابتسامة والثقة وسط هتافات من أنصارها "سننتصر.. سننتصر". وقد تعزز موقفها من خلال التركيز المستمر منذ شهور على تكاليف المعيشة والتراجع الكبير في الدعم لمنافسها في اليمين المتطرف إيريك زيمور.
بيد أن استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى أن ماكرون سيتصدر الجولة الأولى ويحقق الفوز في جولة الإعادة أمام لوبان في 24 أبريل نيسان لكن عدة استطلاعات رأي تقول الآن إن هذا يقع ضمن هامش الخطأ.
وقالت لوبان في تجمع حاشد يوم الخميس "نحن مستعدون والفرنسيون معنا" وسط هتافات من أنصارها، ودعت إلى التصويت لها من أجل توجيه "العقاب العادل الذي يستحقه أولئك الذين حكمونا على نحو سيء".
وأمضى ماكرون البالغ من العمر 44 عاما والذي يتولى السلطة منذ عام 2017 الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية في محاولة توضيح أن برنامج لوبان لم يتغير على الرغم من الجهود المبذولة لتلطيف صورتها وصورة حزبها التجمع الوطني.
وقال لصحيفة لوباريزيان "مواقفها الأساسية لم تتغير: إنها تنتهج برنامجا عنصريا يهدف إلى تقسيم المجتمع وهو قاس للغاية".
وترفض لوبان مزاعم العنصرية وتقول إن سياساتها ستفيد كل الفرنسيين بغض النظر عن أصولهم.
وعلى افتراض أن ماكرون ولوبان سيخوضان جولة إعادة، فإن الرئيس الفرنسي يواجه مشكلة: فقد أخبر العديد من الناخبين اليساريين منظمي استطلاعات الرأي بأنهم لن يصوتوا لصالح ماكرون في جولة الإعادة لمجرد إبعاد لوبان عن السلطة وذلك خلافا لما حدث في عام 2017. وسيتعين على ماكرون إقناعهم بتغيير موقفهم والتصويت له في الجولة الثانية.
هل تحدث مفاجأة؟
وستظهر انتخابات اليوم من الذي سيحصل على أصوات العدد الكبير غير المعتاد من الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم، وما إذا كانت لوبان (53 عاما) تستطيع تجاوز توقعات استطلاعات الرأي وتحتل الصدارة في الجولة الأولى.
وقال جان دانيال ليفي من مؤسسة هاريس إنترأكتيف لاستطلاعات الرأي عن محاولة لوبان الثالثة للوصول إلى قصر الإليزيه "مارين لوبان لم تكن قريبة من الفوز بانتخابات رئاسية بمثل هذا القدر من قبل".
ويأمل أنصار المرشح اليساري المتشدد جان لوك ميلينشون الذي يحتل المركز الثالث وفقا لاستطلاعات الرأي في حدوث نوع آخر من المفاجأة، ودعوا الناخبين اليساريين من جميع الأطياف إلى التحول إلى مرشحهم لينال فرصة التأهل إلى جولة الإعادة.
ع.أ.ج / م س (أ ف ب، رويترز، د ب ا)