مخاوف من علاج السرطان بالإشعاع رغم ثبوت نجاحه طبيا
١٣ فبراير ٢٠٠٧يشكل علاج مرض السرطان بالإشعاع أحد أهم الوسائل لعلاج هذا المرض القاتل، حيث يخضع نحو ثلثي مرضى السرطان له في دورة علاجهم. في هذا السياق تقول البروفيسورة ماري لويس سوتر بيل، رئيسة قسم العلاج بالإشعاع في المستشفى العام في كارلسروه الألمانية، إن هذه الطريقة أثبتت نجاحا كبيرا حيث أن نحو 60 في المئة من مرضى السرطان الذين تحسنت حالاتهم تمت معالجتهم بالإشعاع. وبمجرد دخولهم في عملية العلاج بالإشعاع ينتاب الكثير من مرضى السرطان شعور بالخوف نظراً لمخاطر الإشعاع. وأضافت الإختصاصية الألمانية قائلة: :الناس يخافون من أن يصبحوا مشعين، مشيرة الى انه لا أساس لهذه المخاوف، فمادة الإشعاع لا تنتشر في الجسم".
ومن جانبه قال البروفيسور بيتر هوبر، رئيس وحدة العلاج بالإشعاع في مركز أبحاث السرطان الألماني في هيدلبرج، إنه "على الرغم من أن الإشعاع الذي يستخدم في العلاج هو في الحقيقة نفس الذي يستخدم في صنع القنبلة الذرية من الناحية المادية، فإنه لا ينطوي على خطر بسبب الجرعة المحددة التي يتم استخدامها."
"فوائد العلاج بالإشعاع أكثر من مخاطره"
هذا وقد أصبح العلاج بالإشعاع دعامة مهمة في علاج السرطان مع العلاج الكيماوي والجراحة. وفي هذا الصدد أوضح هوبر أنه بالمقارنة مع العلاج الكيماوي فإن العلاج الإشعاعي يطبق في معظم الحالات فقط موضعيا، وقلما يخضع الجسد بالكامل للإشعاع، بل انه يتم في العادة فقط استهداف الورم والأنسجة المحيطة. كما يتم تحديد موضع الورم بمساعدة جهاز كمبيوتر أو بتصوير الرنين المغناطيسي. وتوضع خطة الإشعاع على أساس هذه المعلومات والتي يجب أن تضمن بأن تتم معالجة الأنسجة المحيطة بالورم فقط بالإشعاع.
ومن ناحيتها قالت دونست إن "الآثار السلبية تنتهي بشكل طبيعي بعد نحو أربعة إلى ستة أسابيع من العلاج. ويبلغ خطر المضاعفات طويلة المدى واحد في المئة في العلاج الإشعاعي البسيط و 5 إلى 10 في المئة في العلاجات المعقدة مثل سرطان البروتستاتا، وفقا للطبيبة الألمانية، التي أضافت قائلة: "معظم المرضى الذين يخضعون للعلاج بالإشعاع في الخمسينات أو الستينات من أعمارهم."
ويؤكد هوبر أنه بالنسبة لغالبية المرضى فإن فوائد العلاج بالإشعاع تتجاوز بشكل أساسي مخاطره، متنبئا بإن العلاج بالإشعاع في المستقبل سيكون له موقف مختلف تماما. وخلصت سوتر بيل الى القول بأن الناس بحاجة فقط إلى معرفة التطور الذي يحدث في العلاج المتاح بالفعل، لان الخوف من الإشعاع لا يزال منتشرا بشكل كبير في شتى طبقات المجتمع.
دويتشه فيله + وكالات (ع.م.ج.)