"مراسلون بلا حدود": تراجع حرية الصحافة في العالم العربي
٢٠ أكتوبر ٢٠١٠أظهر التقرير السنوي الجديد لمنظمة "مراسلون بلا حدود" حول أوضاع حرية الصحافة في العالم استمرار تدهور وضع حرية الصحافة في العالم العربي باستثناء بعض الدول التي حققت تحسنا نسبيا. فقد تذيلت ثلاث دول عربية قائمة المنظمة التي صدرت اليوم (20 اكتوبر/تشرين اول) وقام الأمين العام للمنظمة جان فرانسوا جوليار بتقديمها. ووصف جوليار الدول العشر التي تحتل ذيل القائمة المكونة من 178 دولة بأنها دول "ليس من السهل العمل كصحافي فيها"، وتضم هذه الدول سوريا والسودان واليمن، إضافة إلى كوريا الشمالية وتركمانستان وإيران وبورما والصين ورواندا، فيما احتلت اريتريا المركز الأخير وللمرة الرابعة على التوالي.
استمرار التراجع في الشرق الأوسط
ويرصد تقرير المنظمة تراجعا في مرتبة كل من المغرب وتونس بسبب الأحكام التعسفية ضد الصحفيين والقمع التلقائي للآراء المعارضة، حسب التقرير. أما في الجزائر فقد انخفض عدد الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الصحافيين بشكل ملحوظ، ما يفسر تقدّم هذا البلد 8 مراتب في التصنيف العالمي.
وكسب العراق 15 مرتبة فأصبح في المرتبة المائة وثلاثين نظراً إلى تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد وعلى الرغم من مقتل ثلاثة صحافيين بين 1 أيلول/سبتمبر 2009 و31 آب/أغسطس 2010، من بينهم اثنان تعرّضا للاغتيال.
وشهد البحرين تراجعاً في مرتبته في التصنيف من 119 إلى 144، وهو ما يفسره تقرير المنظمة بازدياد عدد الاعتقالات والمحاكمات، خصوصا تلك الموجهة ضد المدونين ومستخدمي الإنترنت. كما سجّلت الكويت أيضاً انخفاضاً ملحوظاً في التصنيف بسبب ضراوة السلطات على التنكيل بالمحامي والمدوّن محمد عبد القادر الجاسم المسجون مرتين إثر رفع قضايا من قبل شخصيات مقرّبة من النظام ضده.
تراجع فرنسا وإيطاليا
وقال الأمين العام للمنظمة جان فرانسوا جوليار معلقا على هذا التقرير الذي تصدره المنظمة منذ عام 2002 "نلاحظ أكثر من أي وقت مضى أن التطور الاقتصادي لا يترافق بالضرورة مع إصلاح المؤسسات واحترام الحقوق الأساسية". وذلك في إشارة إلى الترتيب المتأخر لبعض دول الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا التي احتلت المركز رقم 49، وفرنسا التي تراجعت إلى المركز رقم 44 (وراء سورينام)، وحصلت رومانيا على المركز 52 واليونان وبلغاريا على المركز السبعين.
وأشار التقرير إلى تزايد الإجراءات القضائية التي تتخذها حكومات أوروبية ونواب برلمانيون ضد صحفيين بشكل نظامي أو إهانتهم، مدللا على ذلك بالهجوم الذي شنته حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونواب الحكومة في البرلمان على الصحفيين الذين كتبوا تقارير عن فضيحة بيتنكور المالية، وهي الفضيحة التي ألقت بظلالها على عدد من السياسيين منهم ساركوزي.
وفي المقابل احتلت المراتب السبعة الأولى في القائمة فنلندا وإيسلندا وهولندا والنرويج والسويد وسويسرا والنمسا ، بينما صعدت ألمانيا إلى المركز السابع عشر. كما نجحت 13 من 27 دولة في الاتحاد الأوروبي في أن تنتمي إلى أفضل 20 دولة في حرية الصحافة.
(ه ع ا/رويترز/دب ا/تقرير مراسلون بلا حدود)
مراجعة:منى صالح