مستندات سرية تكشف أسرار وكواليس الحرب في أفغانستان
٢٦ يوليو ٢٠١٠قام موقع "ويكيليكس" المتخصص في نشر المعلومات والتقارير السرية بتسريب أسرار ملفات الجيش الأمريكي عن الحرب في أفغانستان إلى وسائل الإعلام، وقامت بنشرها صحيفتا نيويورك تايمز الأمريكية وغارديان البريطانية ومجلة دير شبيغل الأسبوعية الألمانية. ونشرت ويليكس تلك معلومات أمس الأحد والتي تضم أكثر من 90 ألف وثيقة سرية عن سنوات الحرب في أفغانستان تحوي تفاصيل عن حالات لم يبلغ عنها من عمليات قتل للمدنيين الأفغان ووجود قوة خاصة لمطاردة قادة طالبان لقتلهم أو أسرهم دون محاكمة بالإضافة إلى وثائق تشير إلى قيام باكستان بإذكاء التمرد هناك.
تعاون المخابرات الباكستانية مع طالبان
وقالت نيويورك تايمز إن الوثائق تغطي فترة إدارتين أمريكيتين وتوضح بالتفصيل سبب ازدياد قوة طالبان أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2001. وأضافت أن المعلومات عبارة "عن يوميات لقوة أمريكية تفتقد غالبا للموارد والإهتمام وهي تحارب التمرد الذي ينمو بشكل أكبر". واعترفت الصحيفة بأن الوثائق "سجل غير كامل عن الحرب، كما أنها لا تغطي أحداث هذا العام مع بدء الاستراتيجية الجديدة لمحاربة التمرد. ولكنها ذكرت أن الوثائق تعطي "صورة محبطة" للشرطة والجنود الأفغان، وأن التقارير تسرد روايات عن وحشية الشرطة وفساد كبير وإبتزاز وخطف، وانضمام بعض عناصر الشرطة الأفغانية إلى طالبان. كما تتهم التقارير بعض ضباط الشرطة بالتعاون مع المتمردين ومهربي الأسلحة وقطاع الطرق.
كما أشارت نيويورك تايمز إلى سماح باكستان لجهاز مخابراتها بالتعاون مع طالبان ومقابلة عناصر منها سرا "لتنظيم شبكات الجماعات المسلحة التي تحارب الجنود الأمريكيين في أفغانستان". كما تحدثت عن كيفية التستر على عمليات قتل المدنيين الأفغان "وأن الكثير من الحالات لا يعلن عنها في حينها".
أما صحيفة غارديان فقد ركزت على وحدات القوات الخاصة مثل قوة المهام 373، وهي مجموعة مميزة من عناصر النخبة من الجيش والبحرية تتعقب قادة طالبان من أجل "قتلهم أو إعتقالهم" دون محاكمة. وقالت إن الولايات المتحدة تخفي أدلة عن حصول طالبان على صواريخ أرض جو وتحدثت عن تصعيد طالبان لعمليات التفجيرات على الطرق التي أدت لمقتل أكثر من ألفي مدني حتى الآن.
وتحدثت مجلة دير شبيغل الألمانية عن الوضع الأمني المحفوف بالمخاطر والمتدهور في الشمال حيث تنتشر القوات الألمانية.
إدانة أمريكية وباكستانية لنشر التقارير
وأثار نشر هذه الوثائق غضب الإدارة الأمريكية ما دفع مستشار الأمن القومي جيمس جونز إلى وصف نشر هذه المعلومات والوثائق بأنها عملية غير مسؤولة معتبراً أن ذلك يمكن أن يعرض حياة أشخاص للخطر ويهدد الأمن القومي. وأضاف جونز إن موقع "ويكيليكس" لم يبذل "أي جهد" للاتصال بالإدارة الأمريكية بشأن هذه الوثائق، مؤكداً في الوقت نفسه التزام مواصلة العمل والتعاون مع أفغانستان وباكستان لهزيمة العدو المشترك حسب تعبيره. كذلك أعربت باكستان عن سخطها لنشر هذه التقارير. كما وصف سفيرها لدى واشنطن الأمر بأنه تصرف غير مسؤول وأن التقارير ليست سوى تعليقات وشائعات من مصدر واحد تنتشر في جانبي الحدود الباكستانية - الافغانية وغالبا ما يثبت أنها غير صحيحة.
أما موقع ويكيليكس المعروف بنشره للمعلومات والتقارير السرية، فقال إن الوثائق التي أسماها بيوميات الحرب الأفغانية كتبها جنود وضباط إستخبارات "وهي تصف في الأساس الأعمال العسكرية المميتة التي يشارك فيها الجيش الأمريكي". وقال إن التقارير لا تغطي العمليات بالغة السرية أو العمليات التي تقوم بها القوات الأوروبية والقوات الدولية الأخرى المعروفة بأسم إيساف. هذا وتقوم ويكيليكس بتسريب المعلومات لمكافحة فساد الحكومات والشركات. وفي وقت سابق من هذا العام سربت تسجيلاً مصوراً سرياً يظهر هجوما بطائرة هليكوبتر عام 2007 قتل فيه 12 شخصا في العراق بينهم صحفيان لرويترز.
(ع.ج، رويترز، آف ب، د ب آ)
مراجعة: طارق أنكاي