مفاوضات الاستحواذ بين شركتي فولكسفاغن وبورشه في تعثّر متواصل
٢٠ يوليو ٢٠٠٩ما يزال الغموض يكتنف مفاوضات الاستحواذ بين الشركتين الألمانيتين لصنع السّيارات: فولكسفاغن وبورشه. فقد أوردت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين (20 يوليو/تموز) أن شركة فولكسفاغن قد أعلنت بأنّها لن تتخّذ أيّ قرار بشأن شراء حصّة في شركة بورشه، المثقلة بالديون، قبل نهاية شهر يوليو/تموز الجاري. ولم يعرف حتّى الآن سبب تأجيل الحسم في موضوع الاستحواذ.
تضارب الأنباء حول مصير عمليّة الاستحواذ
وفي تطوّر لاحق، ذكرت مصادر مُطّلعة في شركة بورشه لـ(د.ب.أ) اليوم أن مجلس الإشراف في شركة بورشه قد قرّر عدم مناقشة موضوع الاستحواذ من قبل شركة فولكسفاغن خلال اجتماعه المُقرّر يوم الخميس المقبل وأنّه ربما قد يخصّص لهذا القرار جلسة أخرى في وقت لاحق. في غضون ذلك، نقلت وكالة فرنس بريس بدورها عن مصادر قريبة من مجلس الإشراف في بورشه أن الاجتماع المخصّص يوم الخميس المقبل سيبحث في عرض تقدّمت به قطر للدّخول شريكة في رأسمال شركة بورشه وإعادة شراء أجزاء من أسهم فولكسفاغن تملكها بورش ودراسة عرض إعادة شراء فولكسفاغن.
هل تنجح فولكسفاغن في شراء أكبر حصّة في بورشه؟
يأتي ذلك بعد أن كانت وكالات الأنباء قد تداولت يوم الجمعة الماضي (17 يوليو/تموز) خبر قرب إتمام صفقة استحواذ شركة فولكسفاغن، التي تتّخذ من مدينة فولفسبورغ بشمال ألمانيا مقرّا لها، على شركة بورشه للسيّارات الرّياضية الفاخرة ومقرّها مدينة شتوتغارت بجنوب البلاد. كما أفادت تقارير إعلامية خلال يومي السّبت والأحد الماضيين أن شركة فولكسفاغن كانت قدّمت مقترحا يتضمّن عددا من النقاط، من بينها دفع ثمانية مليارات مقابل شراء حصّة 49.9 بالمائة من شركة بورشه الألمانية. وحسب مقترح فولكسفاغن فإن نصيب عائلة بورش وبيتش، صاحبتا أكبر أسهم في شركة بورشه، سيكون بنسبة تزيد على 40 بالمائة في الشركة الجديدة بعد نجاح عملية الدمج. في حين، من المنتظر أن يبلغ نصيب حكومة ولاية سكسونيا السفلى، بما أنّها ستكون مقرّ الشركة الجديدة، 20 بالمائة. أمّا نصيب قطر فقد خصّص له مقترح فولكسفاغن نسبة نحو 15 بالمائة. فيما خُصّصت نسبة 5 بالمائة من أسهم الشركة الجديدة لصندوق مالي تابع للدّولة.
عمّال بورشه يعارضون بيع شركتهم لفولكسفاغن
من جهتها، نقلت صحيفة "فيلت أم سونتاغ"( Welt am Sonntag) التي تصدر كلّ يوم أحد أمس (19 يوليو/تموز) عن رئيس مجلس العمّال لدى شركة بورشه أوفي هوك أن عمال شركته سيخوضون صراعا للاعتراض على شراء شركة فولكسفاغن العملاقة لشركتهم. وقال أوفي هوك، الذي يخشى من أن تهدّد عمليّة استحواذ شركة فولكسفاغن على بورشه مستقبل 11 ألف عامل فيها، إن "عمّال بورشه قد حقّقوا إنجازات متميّزة خلال السّنوات الأربع عشرة الأخيرة وسيناضلون الآن بقوة من أجل استقلالهم". إلى ذلك، يعتزم مجلس العمّال في شركة بورشه ونقابة العمّال الألمانية إي.غي.ميتال (نقابة عمّال قطاعات المعادن في ألمانيا) احتلال مصانع بورش في عدد من المدن الألمانية، كمّا أنّهما لا يستبعدان الدّخول في إضراب، في حال اشترت فولكسفاغن شركة بورشه، على ما أفادت الصّحيفة الألمانية.
يذكر أن شركة بورشه تشهد في الوقت الحالي صعوبات كبيرة، بحيث بلغت ديونها تسعة مليارات يورو، كانت نجمت عن شراء 51 بالمائة من رأسمال فولكسفاغن، التي تعدّ أكبر شركة أوروبية لصنع السّيارات.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: هيثم عبد العظيم