ممارسات الـ CIA في أوروبا تخيم على زيارة رايس إلى برلين
٥ ديسمبر ٢٠٠٥أفادت تقارير إعلامية أن الحكومة الألمانية قد أعدت قائمة برحلات جوية سرية قامت بها طائرات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) في المجال الجوي الألماني. وذكرت مجلة دير شبيغل واسعة الانتشار أن القائمة تحتوي على أكثر من 430 رحلة تشمل تنقلات الطائرات المذكورة في أجواء ألمانيا وعبر مطاراتها. وقد أعد جهاز أمن الملاحة الجوية الألماني اللائحة بناء على طلب رفعته مجموعة برلمانية من حزب اليسار في البرلمان الألماني. وفي الوقت، الذي أكد فيه متحدث باسم الحكومة الألمانية وجود اللائحة، ذكر بأنها تسمح فقط بتحديد هوية شركات الطيران دون الجهات التي قامت بتسييرها. غير أن مجلة ديرشبيغل أوضحت أن طائرتين تابعتين لـ (سي آي ايه) قد هبطتا في مطارات ألمانيا 146 مرة خلال عام 2003 و 137 مرة خلال عام 2002. وتشير المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام مؤخراً إلى استخدام الرحلات الجوية كذلك لنقل أشخاص يشتبه بصلتهم بالإرهاب إلى مراكز اعتقال أمريكية في أوروبا وخارجها.
اتهامات ضد الحكومة الألمانية السابقة...
وفي حديث إلى صحيفة فرانكفورتر روندشاو انتقد فرع ألمانيا في نظمة العفو الدولية السلطات الألمانية، وذلك لأنها لم تحرك ساكناً رغم معرفتها برحلات طائرات وكالات الاستخبارات الأمريكية. لكن فولفغانغ بوسباخ المسئول في الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة ميركل، شكك بما ذكرته منظمة العفو مضيفاً أن لو حدث الأمر بالفعل لشكل ذلك تطاولاً خطيراً على الشرعية الأوروبية وعلى حقوق الإنسان.
... وضد وزير داخليتها
وفي موضوع ذي صلة، أوردت صحيفة واشنطن بوست مؤخراً أنباءً مفادها أن وزير الداخلية السابق اتو شيلي كان على علم بانتهاك لحقوق الانسان طال أحد المواطنين الألمان من أصل عربي. ففي أيار/مايو 2004 أبلغ السفير الأمريكي في برلين صديقه الحميم اتو شيلي ، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية، بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية قد اختطتف أحد المواطنين الألمان، ويدعى خالد المصري، أواخر عام 2003 في مقدونيا. وكانت السي اي ايه قد اشتبهت في أمر هذا الشخص ونقلته إلى أحد السجون الأمريكية في أفغانستان، نظراً لتشابه اسمه مع إسم أحد منفذي عمليات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الارهابية. وبعد أن تعرض خالد المصري لتحقيق مكثف تعرض خلاله للتعذيب، توصل المحققون الأمريكيون إلى أنه ليس هو الشخص المطلوب، وأعادوه إلى أوربا، حسب رواية الصحيفة.
رايس تصل برلين اليوم
وتأتي الاتهامات الموجهة إلى الحكومة السابقة قبيل وصول كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية، إلى برلين مساء اليوم الاثنين، 5 كانون الأول/ديسمبر 2005، وذلك في إطار جولة أوروبية تبدأها بالعاصمة الألمانية وتلتقي خلالها المستشارة الألمانية انغيلا ميركل. ومن المتوقع أن تواجه رايس خلال جولتها أسئلة غير مريحة تتعلق بمدى صحة المعلومات التي تحدثت عن وجود مراكز اعتقال أمريكية في أوروبا الشرقية. غير أن رايس أكدت بأنها ستتحدث عن أنشطة الاستخبارات الأمريكية المثيرة للجدل مع الزعماء الأوروبيين. أما الحكومة الألمانية فقد أكد من جهتها أنها لا تريد الضغط على الولايات المتحدة في موضوع الرحلات الجوية. وفسرت صحيفة دير شبيغل ذلك بخشيتها من أن يتحول طرح الموضوع إلى نقاش جدي حول تواجد القوات الأمريكية في ألمانيا. الجدير ذكره أن معظم المواطنين الألمان، الذين يعيشون في محيط القواعد الجوية الأمريكية في ألمانيا يرفضون تقليصها لعدة أسباب، وفي مقدمتها فرص العمل التي توفرها لهم.
علاقات بادرة
وكان من شأن الأنباء، التي أوردتها وسائل الاعلام في الاسابيع الماضية، إضافة مزيد من المشاكل على العلاقات بين ضفتي الأطلسي، وهى العلاقات التي اتسمت بالبرود بعد رفض بعض حلفاء واشنطن التقليدين في الاتحاد الأوربي كألمانيا الحرب الأمريكية - البريطانية على العراق. ومنذ بداية العام الحالي تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش جاهدة على إعادة الدفء إلى هذه العلاقات، إلا ان طلب الاتحاد الأوروبي من وزارة الخارجية الأمريكية تفسيراً لمزاعم استخدام وكالة المخابرات المركزية لمطارات أوروبية لنقل المعتقلين بدوافع أمنية، فمن شأنه إضفاء مزيد من الصعوبة على مهمة واشنطن.
دويتشه فيله + وكالات