من هم أبطال الضحك في العالم؟
٢٠ يوليو ٢٠١٠يجد الباحث الألماني في ظاهرة الضحك راينر شتولمان أن الإفريقيين والبريطانيين هم أكثر الشعوب التي تتميز بروح الدعابة، أما على صعيد العالم العربي فيعتبر المصريون من أكثر الشعوب التي تتميز بخفة الدم. ويقول الباحث إذا كانت أسبانيا قد حصلت على المركز الأول في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010، فإن أبطال الضحك هم الأفريقيون، فهم كما يوضح في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) " يضحكون أكثر وأسرع منا" ويشير إلى أنه خلال الاجتماعات الأفريقية يستطيع كل فرد أن يقول ما يريد، لكن كل فرد يكون أيضا عرضة للضحك عليه، دون أن يسبب له ذلك أي إحراج، لأنهم يعتبرون الضحك "وسيلة للتواصل الاجتماعي ".
من هو بطل أوروبا في الضحك؟
و يضيف الباحث في جامعة بريمن أن البريطانيين هم الأكثر إضحاكا في أوروبا، وأن لديهم "الشجاعة لقول كل ما هو جاد بطريقة مضحكة." أما عن روح الدعابة لدى الألمان فيقول الباحث شولتمان إن الألمان لايستطيعون الادعاء بميلهم للدعابة "لأن البساطة تنقصهم"على حد تعبيره " ويضيف:"إننا نهتم جدا بالمضمون والثقافة الراقية، وهذا الأمر صار تقليدا منذ العصر الرومانسي، فالضحك الألماني أصبح ضعيفا منذ ذلك الحين."
استمرار الضحك رغم المشاكل
.ورغم المشكلات العالمية التي تحيط بالشعوب مثل الأزمة المالية، والتسرب النفطي، والتقشف، أكد شتولمان أن الضحك سيظل مستمراً وقال: "عقب أربع ساعات من وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر ظهرت على سبيل المثال نكات حول هذا الأمر على الإنترنت، ورغم أن هذا يبدو لنا أمرا ساخرا بعض الشيء إلا أن الأشخاص الذين يشعرون بالخوف يتوقون إلى الضحك، لذلك ينبغي أن لا نعتقد أن هناك حدودا لما هو مضحك لأن هذه الحدود تختلف حسب درجة بُعد المرء عن الحدث."
لماذا نضحك؟
وعن السبب الذي يدفع المرء للضحك يقول الباحث: "الشكل الأولي للضحك هو الدغدغة ، فإذا دُغدغ شخص أسفل قدمه فإنه يسحبها، وهو ما يسمى بردة فعل عكسية لحماية الجسم، وإذا تم قمع ردة الفعل هذه فإن الطاقة ستخزن في الجسم، ثم يتم إطلاقها عبر الحجاب الحاجز في صورة ضحك. ويعتبر الضحك ردة فعل ثورية وتشنجية للجسم، يمكن تشبيهها بنوبة الصرع مع الفرق أن الشخص يشعر في حالة الضحك بالمتعة."
وفي تحليله للسبب الذي يجعل الإنسان يضحك عند سماعه نكتة قال شتولمان:"النكتة تدغدغنا في عقلنا أيضا، ولذلك تحتاج النكتة الجيدة إلى لحظة مدهشة وإلى تناقض، أو شيء يحيرنا، دون أن يصرف انتباهنا.وكي نستطيع فهم النكتة يجب أن تحتوي على توازن بين الشيء المعروف والشيء الغريب."
جامعة للضحك
في الوقت الذي يستهجن البعض الضحك ويجدونه سخيفا، يؤكد كثير من أطباء النفس والبحاثة على فائدته، ومن بينهم الطبيب النفسي الهندي مادان كاتاريا الذي أسس أول ناد للضحك عام 1995 ويقول: عندما تضحك تتغير، وعندما تتغير يتغير العالم كله." وأشار مادان بمناسبة يوم الضحك العالمي الذي تم الاحتفال به في الشهرالفائت أنه سيؤسس جامعة للضحك، لكنها لا تمنح درجة علمية إنما ستكون جامعة لتعليم كيفية الحياة.
( م.ح. / د.ب.أ )
مراجعة: منى صالح