منطقة اليورو تريد إبقاء اليونان في عضويتها لكنها تستعد للأسوأ
٢٤ مايو ٢٠١٢أكد الأوروبيون مجددا في ختام قمتهم غير الرسمية في بروكسل اليوم الخميس 24 مايو/آيار عزمهم على إبقاء اليونان في منطقة اليورو غير أنهم باشروا رغم ذلك التفكير في الإجراءات الواجب اتخاذها في حال بات خروج أثينا محتوما.
وأعلن رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي في نص تلاه باسم الدول الـ27 ليل الأربعاء الخميس: "نريد أن تبقى اليونان في منطقة اليورو وتحترم التزاماتها". وتتم مطالبة أثينا بمواصلة إصلاحات اقتصادية قاسية وإجراء استقطاعات في الميزانية في مقابل الحصول على برنامج إنقاذ قيمته 173 مليار يورو (218 مليار دولار) كانت نجحت في تأمين الحصول عليه في آذار/مارس. ولكن إذا فازت الأحزاب المناهضة للتقشف في الانتخابات المقررة الشهر القادم، فمن المرجح أن ينهار الاتفاق.
وفي انتظار الانتخابات التشريعية الجديدة التي ستنظمها اليونان في 17 حزيران/يونيو سعيا لإخراج البلاد من المأزق السياسي بعدما فشلت انتخابات 6 آيار/مايو في إنتاج حكومة، قام الأوروبيون ببادرة تهدف إلى إعطاء "الثقة للناخبين اليونانيين"، بحسب ما قال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند.
واقترح الأوروبيون في هذا السياق استخدام الصناديق الهيكلية الأوروبية لمساعدة اليونان، ودعا أولاند حتى إلى "تعبئة (هذه الصناديق) بشكل سريع" من أجل دعم النمو في اليونان "في مهلة قصيرة جدا".
غير أن الأوروبيين يستعدون في المقابل ولو بدون الإقرار بذلك علنا، لمواجهة الأسوأ في حال تفاقمت أزمة اليونان
وأدت إلى إعلان إفلاس البلاد وخروجها من اليورو. وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس الأربعاء إنه تم التطرق إلى ضرورة وضع خطط وطنية لمواجهة احتمال خروج اليونان من العملة الأوروبية المشتركة الاثنين خلال جلسة عقدتها مجموعة عمل اليورو التي تضم موظفين كبارا من دول منطقة اليورو.
لكن وزارة المالية اليونانية نفت الأمر نفيا "قاطعا" وشدد رئيس الوزراء بانايوتيس بيكرامينوس في ختام حفل العشاء على أن القادة الأوروبيين "لم يبحثوا" هذا الموضوع خلال قمة بروكسل.
خلاف حول سندات منطقة اليورو
#links# ومن جانبها، أثارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فكرة إمكانية الوصول بشكل أسرع إلى الصناديق الإقليمية للاتحاد الأوروبي. وشددت على أن ذلك "بالتالي رسالة إيجابية، لكن سيتعين على اليونان الوفاء بتعهداتها". وفي معرض سؤاله عما إذا كان الاتحاد الأوروبي يستعد بخطط طارئة في حال ما إذا غادرت اليونان منطقة اليورو، قال جان كلود يونكر رئيس مجموعة اليورو ورئيس وزراء لوكسمبورج إنه "يجب علينا أن ندرس كل الظروف لكن افتراضنا العملي هو أن اليونان ستظل باقية". وكان البنك المركزي الألماني "بوندسبنك" وصف التطورات في اليونان أمس الأربعاء بأنها "مقلقة بشكل بالغ" بينما ذكرت صحيفة "دي تسايت" الألمانية الأسبوعية أن البنك المركزي الأوروبي شكل فريق أزمة للاستعداد لخروج اليونان. فيما رفض البنك التعليق.
من ناحية أخرى، توقع فان رومبوي أن تستغرق عملية تحقيق اتفاق بشأن نقاط الخلاف في وجهات النظر بشأن سندات منطقة اليورو بعض الوقت، وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إنه "ليس بمفرده" في تأييد إصدارها. وفي وقت سابق، دلل على أنه ليس من العدالة بالنسبة لإسبانيا أو إيطاليا أن تدفع فائدة بسعر 6 بالمائة على سنداتها في الوقت الذي يبلغ فيه العائد على السندات الألمانية لأجل عامين مستوى متدن عند 0.07 بالمائة أمس الأربعاء. لكن ميركل رفضت الفكرة، وقالت لدى وصولها إلى بروكسل إنني "أعتقد أن سندات منطقة اليورو لن تساهم في تسريع النمو". وقالت للصحفيين إن القادة "أجروا مناقشة معقدة ومتوازنة جدا".
ومن غير المتوقع حدوث انفراجة في الأجل المنظور، حيث قال فان رومبوي إنه "لا يوجد أحد يطلب تطبيق فوري لكل تلك الأمور"، وصنف سندات منطقة اليورو في إطار "مشروع طويل الأجل لتعميق الاتحاد النقدي والاقتصادي" الذي سيقدم بشأنه تقريرا في حزيران/ يونيو القادم. وإصدار سندات منطقة اليورو ستتسبب في جعل خدمة الدين أكثر تكلفة على برلين بينما ستكون أرخص بالنسبة لمدريد وروما.
(س.ك/د.ب.أ، أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي