Scharfe Kritik am Ernährungsgipfel: "Heuchlerische Veranstaltung
٥ يونيو ٢٠٠٨شككت منظمة "كير" العالمية للمساعدات الإنسانية في مغزى وأهمية قمة منظمة الأغذية والزراعة حول الأمن الغذائي والتي بدأت فعاليتها يوم الثلاثاء 3( يونيو/حزيران) الحالي في روما وتختم اليوم الخميس 5 يونيو/حزيران.
وأكد رئيس مجلس إدارة المنظمة، هيربرت شارينبرويش، أن مصالح الدول المشاركة بالقمة تحول دون التوصل إلي نجاحها، وانتقد بشدة الهوة العميقة بين أقوال وأفعال العديد من رجال السياسة المشاركين بالقمة.
وفي معرض نقده لآليات عمل قمة الغذاء قال شارينبرويش: "لا يمكن اعتبار توفير الدعم المالي لصادرات الدول الغنية أخلاقيا على الإطلاق، في الوقت الذي يتم إعاقة الدول الفقيرة من بيع بضاعتها في بلادنا"، مشيرا إلي أن الدول الصناعية الكبرى تتحمل قبل أي شيء المسؤولية عن كارثة الجوع الحالية.
"إعادة التفكير في التمويل المالي"
وطالب هيربرت شارينبرويش بإعادة التفكير في التمويل المالي، الذي تقدمه الدول الغنية لمؤسسات مختلفة مثل البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي، مؤكدا أن الأمر لابد أن يتعلق بالتجارة العادلة وليس بالتجارة العالمية الحرة دون إحكام قيود عليها، لأنه "لا أحد يتوقع جديا أن تقوم الدول النامية بفتح أبوابها بينما ترفض الدول الغنية في نفس الوقت أن تستورد البضائع من هذه الدول النامية".
جدير بالذكر أن منظمة "كير" تعد منظمة عالمية للمساعدات الإنسانية تعمل في مجال محاربة الفقر بالعالم وأنشئت عام 1945 في الولايات المتحدة الأمريكية ثم أصبح لها فروعا في عدد من دول العالم.
فشل ذريع للنهج الحالي
كما أكد هيربرت شارينبرويش، ممثل منظمة "كير" بألمانيا ولوكسمبورج، أن هدف القمة، التي تختتم أعمالها اليوم في روما والتي يشارك فيها حوالي 50 من رؤساء الدول، يتمثل في البحث عن حلول لأزمة الغذاء العالمية الحالية. لكنه يرى أنه عبر تقييم لاستراتيجيات عمل المنظمات الدولية سيتضح فشل نهج مثل هذه القمة وغيرها في تحقيق أهدافها.
فمنذ أكثر من 30 عاما عقدت الأمم المتحدة مؤتمر للغذاء العالمي في روما عام 1974 بهدف البحث عن سبل للحد من كارثة الجوع خلال 10 سنوات، وأعقب المؤتمر قمة أخري للغذاء عام 1996 تحمل نفس الهدف وكان يتمثل تلك المرة في خفض نسبة الجائعين إلي النصف بحلول عام 2015. وتكرر نفس الهدف أيضا في سبتمبر عام 2000 بوضعه جزء من أهداف الألفية التي أعلنتها الدول ال189 الأعضاء بالأمم المتحدة .
كما عبر هيربرت شارينبرويش عن أن النوايا الطيبة وراء تلك القمم و المؤتمرات لم تأتي بثمارها حتى الآن، بل على العكس فقد ارتفع أعداد الجائعين من 700 مليون شخص في عام 2000 إلي 850 مليون في العالم الحالي.
تناقض بين القول والفعل
لذلك يري شارينبرويش أن هذه القمم والمؤتمرات ليست فقط لقاءات مليئة بالنفاق وتفتقر للمغزى والأهمية، بل لا تستحق أيضا إنفاق الأموال لإقامتها. كما أكد أن أبرز نموذجين للنفاق وبيان الهوة بين القول والفعل يظهران في خطاب كلا من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
فالرئيس البرازيلي، الذي من المفترض أن يكون قائد الجبهة المعارضة للعولمة، امتدح في خطابه مزايا مواد الوقود الحيوي ودافع عن حق البرازيل في إنتاجها لهذه المواد، بالرغم مما اعتبره بعض الخبراء بكون الوقود الحيوي سببا رئيسيا في ارتفاع أسعار الغذاء.
أما الرئيس الفرنسي ساركوزي، الذي طالب في كلمته أمام القمة بالدعم الكبير للزراعة في أفريقيا، فوقف بشدة ضد ذلك في إحدى جلسات الاتحاد الأوروبي من أجل توفير الدعم المالي الزراعي للاتحاد، وهو الأمر الذي وصفته الجريدة الفرنسية "لوشنتيه لوبريه" بالمدمر بالنسبة لإنتاج الغذاء في أفريقيا مثله مثل الدمار الذي يجلبه وباء الجراد.