حلب - موت وحصار وتفاقم معاناة المدنيين
١٤ ديسمبر ٢٠١٦قتلى وجرحى حصيلة جديدة في يوميات حلب الدامية، إذ تدور اشتباكات عنيفة يرافقها قصف متبادل في مدينة حلب بعد تعليق اتفاق لإجلاء مدنيين ومقاتلين من المدينة كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء (14 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، وذلك وفق ما أفاد مراسل الوكالة الفرنسية للأنباء والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد الدفاع المدني في شرق حلب الذي أخرج مئات من الجثث والجرحى من تحت الأنقاض على مدار سنوات الحرب لوكالة رويترز إن خدمة الإنقاذ توقفت. وقال إبراهيم أبو ليث المسؤول بوحدة الدفاع المدني المعروفة بالخوذ البيضاء: "آلاتنا ومعداتنا كلها معطلة. لم يبق لدينا شيء. نعمل بأيدينا لإخراج الناس من تحت الأنقاض"، وكتب الدفاع المدني على حسابه على تويتر أنه لم يعد بوسعه إحصاء القتلى.
وقال إنه لا يوجد عدد إجمالي للخسائر البشرية في حلب المحاصرة اليوم وإن كل الشوارع والمباني المهدمة مليئة بجثث القتلى ووصف الوضع بأنه "جحيم". وأصاب اليأس الناس في شرق حلب بعد أن توقفت المستشفيات عن العمل بسبب القصف ونفدت المؤن والمساعدات في ظل حملة قصف وحشي خاصة في الأسابيع الأخيرة.
وقال المسعف في رسالته إن الناس حتى المطلوبين منهم للنظام بدأوا يفرون إلى المناطق الحكومية من شدة القصف والجوع والبرد والإصابات التي لا تعالج بالإضافة إلى الجثث الملقاة في الشوارع. وأضاف أن الطائرات والمدفعية تضرب بشدة الأماكن التي يتجمع فيها المدنيون.
وحذر الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان من أن ما يحدث في حلب الآن يمكن أن يحدث في مدن أخرى خارج سيطرة النظام السوري مثل دوما والرقة وإدلب. وقال في بيان "سحق حلب والأثر المروع البالغ على شعبها وسفك الدماء والمذابح الوحشية للرجال والنساء والأطفال والدمار - ونحن لم نقترب بأي حال من نهاية لهذا الصراع الوحشي".
ويترقب المدنيون بخوف دخول قوات الأسد والميليشيات الموالية لها، وفي نظرهم فإن الاعتقال أو التجنيد أو الإعدام بعد محاكمة صورية "شعور جديد يضاف إلى الرعب اليومي من القصف".
وقال أبو مالك الشمالي في حي سيف الدولة أحد الأحياء التي كانت لا تزال المعارضة تسيطر عليها "الناس تقول القوات عندها قوائم للأسر والمقاتلين وتسأل إذا كان لها أبناء مع الإرهابيين. وبعدها إما يتركون أو يطلق عليهم النار ويتركون ليموتون".
كما قال أب لخمسة أطفال يدعى أبو إبراهيم من منطقة صغيرة مازالت تحت سيطرة المعارضة إنه يعرف أسرتين أعدمتهما الفصائل التي شكلت طليعة الهجوم في ثاني أكبر المدن السورية. كما قالت الأمم المتحدة إنها قلقة من جراء التقارير التي تحدثت عن اعتقال مئات الشبان المغادرين للمناطق الخاضعة للمعارضة.
ع.أ.ج/ و. ب ( رويترز/ أف ب)