موجة نزوح من كاراباخ وأردوغان يصل إلى جيب ناخيتشيفان
٢٥ سبتمبر ٢٠٢٣أعلنت الحكومة الأرمينية الاثنين (25 أيلول/ سبتمبر 2023)، في بيان أنه و"حتى ظهر 25 أيلول/سبتمبر، دخل 4850 نازحًا قسريًا إلى أرمينيا من ناغورني كاراباخ". ومنذ الأحد يتجمع مئات النساء والأطفال والمسنون، في مراكز إيواء أقامتها السلطات الأرمينية في عدد من المناطق الحدودية مع الإقليم.
وكانت يريفان قد أعلنت الأحد عزمها نقل المدنيين "الذين شرّدتهم أعمال العنف الأخيرة" إلى داخل البلاد بمساعدة جنود حفظ سلام روس ينتشرون في المكان منذ الحرب السابقة بين الطرفين في العام 2020، فيما تعهدت أذربيجان السماح للمتمردين الذين يسلمون سلاحهم الانتقال إلى أرمينيا.
وبعدما هزمت أذربيجان مقاتلي المنطقة الانفصالية في صراع يعود تاريخه إلى الحقبة السوفيتية، يخشى كثيرون منفرار جماعي بأعداد كبيرة لأرمن ناغورني كاراباخ البالغ عددهم نحو 120 ألفا. وقال أحد مراسلي وكالة فرانس برس إن "العاصمة" ستيباناكيرت المحاصرة من قبل القوات الأذرية، محرومة من الكهرباء والوقود فيما يعاني سكانها من نقص في المواد الغذائية والأدوية.
أردوغان يصل إلى جيب ناخيتشيفان
موازاة لذلك وصل الرئيس التركي الاثنين إلى جيب ناخيتشيفان، حيث سيشارك نظيره الأذري إلهام علييف في مراسم وضع الحجر الأساس في خط جديد لنقل الغاز وتدشين مجمع عسكري في هذا الجيب الواقع بين أرمينيا وإيران والذي الحق بأذربيجان في العام 1923 من دون أن يكون متصلا جغرافيا بباكو.
ويتناقض الموقف التركي مع انسحاب روسيا الظاهر من المنطقة فيما يرى بعض الخبراء أن الرئيس علييف يعتبر أن ضم ممر زانغيزور الأرميني على طول الحدود مع إيران سيسمح بإقامة التواصل الجغرافي الذي تسعى إليه باكو للربط بين ناخيتشيفان وتركيا.
في المقابل، كشفت مصادر أمريكية رسمية عن زيارة مزمعة لمديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور والقائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا والشؤون الآسيوية الأوروبية يوري كيم إلى أرمينيا، ستكون الأولى من نوعها منذ وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي. والهدف من الزيارة كما أعلن عن ذلك هو التأكيد على "الدعم الأمريكي لديمقراطية أرمينيا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها والتزامها بتلبية الاحتياجات الإنسانية التي نتجت عن (الوضع) في ناغوري كاراباخ".
الكرملين يرفض انتقادات أرمينية
وفي تطور ذي صلة، رفض الكرملين الاثنين الانتقادات الأرمينية الموجهة لقوات حفظ السلام الروسية في الإقليم المتنازع عنه. وهي الانتقادات التي صرح بها الأحد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان لواصفاً تحالفات بلاده الحالية بأنها "غير مجدية".
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "نحن نرفض بشكل قاطع كل المحاولات لتحميل المسؤولية للجانب الروسي وقوات حفظ السلام الروسية (في ناغورني كاراباخ) التي تتصرف ببسالة" رافضا أي "مآخذ" عليها أو اتهامها بالتقصير.
وأضاف "تبقى أرمينيا حليفتنا وحكومتها قريبة منّا وشعبها قريب منّا"، لافتًا إلى أن "الحوار" بين موسكو ويريفان مستمرّ على عدّة مستويات دبلوماسية "خصوصًا في هذه الأيام الصعبة".
وأكّد المصدر أن روسيا ستستمر في "تأدية واجباتها" ولا سيّما في "ضمان احترام حقوق سكان كاراباخ".
يذكر أن أرمينيالا تزال عضوًا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وهي تحالف عسكري ترأسه روسيا، لكنها كانت قد بدأت تُظهر علامات نأي بنفسها حتى قبل العملية العسكرية الأذرية الأخيرة الأسبوع الماضي.
و.ب/ح.ز (أ ف ب، رويترز، د ب أ)