نشر قوات أممية على الحدود بين شمال السودان وجنوبه
١٥ أكتوبر ٢٠١٠صرح آلان لي روي، المسؤول عن عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، أمس الخميس (14 أكتوبر/تشرين الأول) أنه سيتم نشر القوات الدولية في المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب في السودان لمنع وقوع أية أعمال عنف قبل الاستفتاء الذي قد يؤدي إلى تقسيم أكبر دولة إفريقية. جاءت تصريحات المسؤول الأممي بعد انتهاء اجتماع عقده مجلس الأمن لمناقشة الوضع في السودان. وأضاف لي روي أن الأوامر صدرت بنشر مزيد من القوات في "المناطق الساخنة" على الحدود بين شمال السودان وجنوبه بعد أن تم إبلاغ المجلس بأن سالفا كير، رئيس جنوب السودان، يخشى أن يكون الشمال يعد "لحرب" مع الجنوب بسبب الاستفتاء بشأن الاستقلال المقرر إجراؤه في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل.
الصين تمتنع عن التصويت
في السياق نفسه، تلقت وحدة الموقف الدولي حول السودان ضربة في اجتماع أمس الخميس، عندما امتنعت الصين عن التصويت حول مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي حول تمديد عمل لجنة مراقبة العقوبات ضد الرئيس عمر البشير وشخصيات سودانية أخرى يشتبه بضلوعها في حرب دارفور. يذكر أن اللجنة تقوم بمراقبة حظر السفر وتجميد الأرصدة المفروضة على هذه الشخصيات كما تراقب أيضا حظر على بيع الأسلحة المفروض بسبب النزاع في إقليم دارفور.
وتعد الصين أكبر مستورد للنفط السوداني كما أن لها مصالح اقتصادية كبيرة مع هذا البلد. ولتبرير امتناع بلاده عن التصويت صرح مسؤول صيني بارز في مجلس الأمن أن "الصين تشعر بالقلق البالغ بشأن التقرير السنوي، الذي قدمه خبراء لجنة تطبيق العقوبات على السودان، وتعتقد أنه يوجد مجال واسع لتحسين عمل اللجنة". وأضاف "نحث لجنة الخبراء على القيام بعملها في ظل مبادئ الموضوعية والمسؤولية"، بدون ذكر مزيد من التفاصيل.
الخلافات حول أبيي لا تزال مستمرة
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان الشمال سيوافق على نشر قوات دولية في المنطقة الحدودية أم لا. يذكر أن طلب نشر قوات دولية تقدم به رئيس جنوب السودان سلفا كير أثناء اجتماعه بسفراء من مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، وعبر خلاله عن مخاوفه من أن يكون الشمال يعد لحرب مع الجنوب. وتتألف القوات الدولية من نحو 10600 جندي وشرطي يراقبون اتفاق السلام في السودان، الذي أنهى حرب أهلية استمرت عقدين بين الشمال والجنوب وقُتل خلالها نحو مليوني شخص.
ويبدو أن الخلافات بين الشمال والجنوب مرشحة للتصاعد، إذ قال الدرديري محمد أحمد، مسؤول منطقة أبيي الحدودية في حزب الرئيس عمر البشير، أمس الخميس إنه "من المستحيل الآن إجراء استفتاء على مستقبل منطقة أبيي المنتجة للنفط في موعده وإن الاستفتاء سيؤجل أو سيتم تسوية الأمر بدون استفتاء". وردا على هذه التصريحات قال مسؤول من الحزب الرئيسي في الجنوب إنه من "غير المقبول" تأجيل الاستفتاء المقرر في 9 من كانون الثاني / يناير المقبل وهو الموعد المنصوص عليه في اتفاقية السلام لعام 2005.
(ه.ع. ا/د.ب.أ/ أ.ف.ب)
مراجعة: شمس العياري