نهائي أبطال أوروبا: صدمة في ألمانيا وفرحة غامرة في بريطانيا
٢٠ مايو ٢٠١٢
كان مشجعو كرة القدم الألمانية يعلقون آمالا عريضة على التتويج باللقب الأوروبي لكرة القدم، خاصة وأن المباراة النهائية تقام على ملعب "أليانز أرينا" معقل نادي بايرن ميونيخ. ولكن تشيلسي انتزع اللقب الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه إثر فوزه على بايرن 4/3 بضربات الجزاء الترجيحية بعد أن انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1 .
ونجح النجم الإيفواري الدولي ديديه دروجبا، مهاجم تشيلسي والذي سجل هدف التعادل 1/1 لفريقه قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي للمباراة، في تحويل الدموع التي انهمرت من أعين مشجعي تشيلسي إثر الهزيمة أمام مانشستر يونايتد في نهائي البطولة عام 2008 بالعاصمة الروسية موسكو، إلى ابتسامة عريضة هذه المرة. وقال دروجبا "كنت أريد تحويل دموع موسكو إلى ابتسامة. كان ما حدث في الماضي مؤلما للجميع هنا ولكنني كنت أتمتع بالثقة عندما أقدمت على تسديد ضربة الجزاء الترجيحية".
"كابوس، حزن وخيبة أمل"
وكان بايرن ميونيخ هو الأفضل والأخطر هجوميا في أغلب فترات المباراة لكن لاعبيه أهدروا العديد من الفرص ليدفع الفريق الثمن في النهاية بفقدان اللقب الذي أحرزه أربع مرات سابقة. وقال يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني والذي تابع المباراة عبر شاشات التلفاز في فرنسا "كرة القدم لعبة قاسية. إننا جميعا نشعر بالحزن وخيبة الأمل. لقد كان بايرن ميونيخ هو الفريق الأفضل طوال 120 دقيقة. والجدير بالذكر أن المنتخب الألماني، الذي يستعد حاليا تحت قيادة لوف لنهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقررة ببولندا وأوكرانيا بين الثامن من حزيران/يونيو وأول تموز/يوليو، يضم ثمانية من لاعبي بايرن ميونيخ.
وقال أوليفر بييرهوف مدير المنتخب الألماني إن كل الجهود الممكنة ستبذل لإخراج اللاعبين من حالة الإحباط، مؤكدا أنهم لديهم الفرصة للتعويض من خلال البطولة الأوروبية المقبلة.
ووصف كريستيان نيرلينغر مدير الكرة في نادي بايرن، الهزيمة بأنها "كابوس". وأضاف قائلا: "الإحباط بلغ مداه. الأمر أشبه بمسلسل رديء وسيكون من الصعب جدا تقبل هذه الهزيمة". وقال أولي هوينيس رئيس نادي بايرن ميونيخ: "إنه أمر لا يصدق أن تتاح أمام الفريق مثل هذه الفرص العديدة ولا تترجم إلى أهداف".
ولم يسبق لبايرن أن خسر بركلات الترجيح في أوروبا على النقيض تماما من تشيلسي الذي لم يسبق له الفوز بها. وكان الفريق الألماني يلعب على أرضه وأمام جماهيره. وبنظرة إلى سجلات التاريخ لم يسبق لفريق انكليزي التغلب على فريق ألماني بركلات الترجيح أيضا.
الصحف الألمانية تنعي بايرن ميونيخ
من ناحيتها أعربت الصحف الألمانية عن أسفها واستيائها الشديد لهزيمة بايرن ميونيخ. فقد ذكرت صحيفة "بيلد أم سونتاج" الشعبية الواسعة الانتشار في عنوان صفحتها الرئيسية "بايرن ، نحن نصرخ معك" في إشارة إلى الكرة "الهدامة" التي قدمها تشيلسي على مدار المباراة. ونشرت الصحيفة في صفحتها الأولى صورة لباستيان شفاينشتيجر لاعب خط وسط بايرن ميونيخ وهو يجلس على أرض الملعب بعد إهدار ضربة الترجيح الأخيرة لفريقه. وذكرت الصحيفة في تعليقها على الصورة "(هزيمة) قاسية للغاية، مروعة للغاية، كان من الممكن تجنبها تماما". وأضافت الصحيفة "كانت الكأس في أيدي بايرن وسنحت له العديد من الفرص".
أما الموقع الإليكتروني لمجلة "دير شبيل" فنشر الصورة نفسها لشفاينيشتيجر وذكر في عنوان مقالته الرئيسية "من حلم إلى صدمة". وفي تحليلها للمباراة أوضحت "دير شبيغل" أن بايرن كان الفريق الأفضل ولكن ذلك لم يحسم له المباراة. وأوضحت نفس الصحيفة في موقعها على الانترنت "الصدمة تحولت إلى حقيقة".
الصحف البريطانية تشيد بـ"حملة الكأس المقدسة"
وفي حين تطرقت مجلة "كيكر" الألمانية الرياضية إلى الإيفواري ديدييه دروجبا الذي اختير لجائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية. وأوضحت المجلة، في موقعها على الانترنت ، "دروجبا أصبح كابوسا لبايرن.. رغم السيطرة الرائعة لبايرن على المباراة، فازت الكرة الدفاعية والهدامة لتشيلسي".
على العكس من ذلك انهالت عبارات الإشادة من وسائل الإعلام البريطانية بفريق تشيلسي ونجميه الإيفواري ديديه دروجبا والتشيكي بيتر تشيك، اللذين حملا "الكأس المقدسة"، حسب وصف صحيفة "ذي ميل". وأضافت الصحيفة "أخيرا جاءت هذه اللحظة من أجل المحارب القديم دروجبا. ففي سن الرابعة والثلاثين أراد القدر واستجاب اللاعب. اللاعب الإيفواري أصبح بالفعل أسطورة تشيلسي، لقد صعد بالنادي إلى مستويات خرافية".
وذكرت صحيفة "تلغراف" في عنوانها "على الأقل! تشيلسي قهر أوروبا". فيما كتبت صحيفة "صنداي بيبول" عنوانا قالت فيه "تشيلسي هزم الألمان ... بضربات الجزاء. وذهب بعض المعلقين في الصحف البريطانية إلى اعتبار فوز تشيلسي بمثابة الثأر لهزيمة إنجلترا أمام ألمانيا بضربات الجزاء الترجيحية في كل من كأس العالم 1990 وكأس الأمم الأوروبية 1996.
(ع.ج./ د ب أ/ رويترز، أ ف ب)
مراجعة: أحمد حسو