واشنطن تستنكر قمع المتظاهرين في الخرطوم
٢٧ يونيو ٢٠١٢استنكرت الولايات المتحدة حملة على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في السودان انتشرت في أنحاء العاصمة الخرطوم. وبدأت الاضطرابات في شكل احتجاجات طلابية معزولة تعبيراً عن الاستياء من إجراءات التقشف المزمعة في البلاد ثم اتسعت رقعتها خلال الأيام السبعة الماضية. وصدرت أوامر إلى شرطة مكافحة الشغب بأن توقف على الفور احتجاجات الشوارع وذلك بإطلاق الغازات المسيلة للدموع واستخدام الهراوات لتفريق المتظاهرين.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أنه وردت أيضاً أنباء عن اعتقالات لبعض المحتجين وحبسهم وضربهم. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الوزارة "إن الأسلوب الصارم الذي اتخذته قوات الأمن السودانية غير متناسب ويبعث على بالغ القلق".
وهونت السلطات السودانية من شأن الاحتجاجات قائلة إنها "من عمل مُهيجين". وقال الرئيس السوداني عمر البشير إن الاحتجاجات على ارتفاع الأسعار والمستمرة في البلاد منذ أيام ليست "ربيعاً عربياً". وقال أمام نحو ألف طالب سوداني الأحد الماضي إن من يحرقون الإطارات هم عدد قليل واعتبرهم "محرشين وشذاذ آفاق"، ملمحاً إلى وقوف جهة ما خلف الاحتجاجات التي تدور في بلاده. وقال الرئيس السودان إن "الذين تمنوا ربيعاً عربياً في السودان أصيبوا بالخذلان"، منوهاً إلى أن الشعب السوداني "إذا أراد أن ينتفض فسينتفض بأجمعه".
ويحاول النشطاء استغلال الاستياء العام في بناء حركة أوسع نطاقاً على غرار انتفاضات "الربيع العربي" للإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير الممتد منذ 23 عاماً.
وقد تضرر الاقتصاد السوداني، الذي يعاني بالفعل من سنوات الصراع والعقوبات التجارية الأمريكية وسوء الإدارة، من انفصال جنوب السودان المنتج للنفط قبل عام. واستحوذت الدولة الوليدة على نحو ثلاثة أرباع إنتاج النفط السوداني وكان النفط في السابق المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية وإيرادات الدولة في السودان.
وتسبب الانفصال في عجز متصاعد بالموازنة وضعف قيمة الجنيه السوداني وتضخم مرتفع في أسعار الغذاء والسلع الأخرى التي يتم استيراد الكثير منها. ووصل التضخم السنوي إلى نحو 30 في المائة الشهر الماضي.
(ي ب/ ا ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم