أولريش شتيليكه: الفيفا يدرك أهمية قطر كشريك
١ ديسمبر ٢٠١٠دويتشه فيله: ما هي توقعاتك بالنسبة للملف القطري، وما هي حظوظ قطر في نيل شرف استضافة المونديال؟
أولريش شتيليكه: أعتقد أن الفيفا يدرك جيدا أهمية قطر كشريك له في حال اختيرت الدوحة لتنظيم المونديال. لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فيجب النظر أيضا إلى المقاييس التي ستتخذها اللجنة هذه المرة لاختيار البلد المنظم لنهائيات كأس العالم 2022. هل ستختار بلدا له تقاليد كروية عريقة، وفي هذه الحالة ستكون حظوظ قطر ضعيفة، أم أن الفيفا سيقرر إعطاءَ فرصة للدول الناشئة كرويًا كما حدث بالنسبة لجنوب إفريقيا. وهذا سيصب في مصلحة قطر.
قدمت قطر وبشهادة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جوزيف بلاتر ملفا متكاملا وطموحا. فلم يُترك أي شيء للصدفة. مع ذلك يقول الكثيرون أن قطر، كدولة فتية، لا يمكنها أن تستضيف تظاهرة بهذا الحجم. ما تعقيبك على ذلك؟
هناك من يعتبر قطر دولة فتية، وآخرون يرون أن الولايات المتحدة وأستراليا دول لها ثقل سياسي وذات مساحات جغرافية واسعة، لكن هذه النقطة بالذات قد تكون لصالح قطر، لأن هناك من يرى في صغر المساحة عاملا إيجابيا، إذا أن ذلك يسمح لعشاق كرة القدم مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، ما يعني أن النقاط المختلفة التي تضمنتها العروض المقدمة عصر الأربعاء (الأول من ديسمبر 2010)، في مقر الفيفا بزوريخ السويسرية، قد يتم تقيمها بطرق مختلفة ومتناقضة.
وماذا عن العامل الأمني، هل الدولة القطرية قادرة على ضمان الأمن خلال هذه التظاهرة العالمية؟
بدون شك! أعتقد أن الدول المنافسة تعاني من مشاكل أمنية أكثر من قطر. أنا أسكن في الدوحة منذ عامين، وبإمكاني أن أخلد إلى النوم من دون أن أقفل باب بيتي، أو أقفل سيارتي، ولم أواجه إلى غاية اللحظة أي تجربة سيئة في هذا السياق.
قضيت في قطر حوالي سنتين، وتعرفت هناك على الناس والبلد. ماذا يمثل أمل احتضان كأس العالم بالنسبة للقطريين؟
قدمت الدوحة ملفا طموحا جدا، وسخّرت له جميع الإمكانيات المادية واللوجستية الممكنة، وذلك في قالب تسويقي جيد. وإذا ما نظرنا إلى العاصمة الدوحة، فسنرى كيف أنها باتت على سبيل المثال تزخر بمعالم معمارية جميلة، وكيف أنها استطاعت استقطاب أفضل المهندسين والمصممين في العالم. وأنا مقتنع تماما من قدرة قطر على إنجاز ما وعدت به وبصورة فريدة.
في أكثر من مناسبة غازل جوزيف بلاتر القطريين، وأشاد بملفهم، هل نفهم من ذلك أن هناك ميل إلى كفة هذه الدولة العربية؟
من مهام بلاتر أن يجلب المونديال إلى دول لم تحض بشرف تنظيمه، وهذا ما قام به في بطولة جنوب إفريقيا. ولما لا يتكرر ذلك مع آسيا و العالم العربي! وهذا بالذات ما ذكرته الشيخة موزة، زوجة أمير قطر، عندما اختتمت كلمتها الأربعاء في مقر الفيفا بالقول " ألم يحن الوقت بأن تنال دولة شرق أوسطية شرف تنظيم المونديال؟"
وكما ذكرت في البداية يدرك الإتحاد الدولي أهمية قطر كشريك. وبالفعل حقق هذا البلد العديد من الانجازات على المستوى التنموي والرياضي، والأهم من ذلك أنه تم الوفاء بجميع الوعود المقدمة. وهذا عامل مهم جدا، لأنه يعزز من صورة هذا البلد العربي في العالم.
ماذا عن الاتهامات بالفساد التي هزت هذا الأسبوع من جديد الفيفا، وألقت بظلالها على المراحل الأخيرة لتحديد هوية البلدان المنظمة لكأس العالم 2018 و2022، وهل ستؤثر على قطر وكيف؟
أعتقد أنه وقبل كل مرحلة تصويت لتحديد هوية الدول المنظمة لتظاهرة كأس العالم، تم الكشف عن بعض الفضائح. وعدد منها،لم يتجاوز مستوى الشائعات. وأعتقد أن ما حدث مؤخرا، لن يؤثر لا سلبا ولا إيجابا على الملف القطري.
وفي نظرك من هو المنافس الأكثر شراسة للملف القطري؟
من خلال حديثي إلى المسؤولين، لمست ترقبا وتخوفا من الملف الأمريكي.
وإذا ما لم يتم التصويت لصالح قطر، في نظرك كيف سيكون وقع ذلك على القطريين؟
أعتقد أن القطريين يدركون جيدا أنهم أمام منافس شرس وأن عملية التصويت لن تكون سهلة. وقد يتبخر أملهم في أي لحظة، وعندها، أتمنى شخصيا، أن لا يؤثر ذلك على القطاع الرياضي في قطر. هناك العديد من الانجازات الكبرى التي تم تحقيقها في هذا المجال، خاصة في عالم كرة القدم، وهي بداية ناجحة جدا، وأتمنى أن تمضي قطر في هذا الطريق.
أجرت الحوار: وفاق بنكيران
مراجعة: عبده جميل المخلافي