النازيون الجدد يشاركون في أحداث العنف حتى خارج أوطانهم
٢٩ سبتمبر ٢٠١٣يبدو أن قتل الفنان بافلوس فيساس، الموسيقي والناشط اليساري اليوناني، قرب أثينا وطعنه بالسكين لعدة مرات، أفاق السلطات اليونانية من سباتها.
القاتل الذي اعترف بارتكاب الجريمة البشعة، هو أحد مؤيدي حزب الفجر الذهبي النازي الجديد هناك. ورغم أن هذا الحزب حصل في الانتخابات البرلمانية اليونانية عام 2012 على نسبة بمستوى حوالي سبعة بالمائة من أصوات الناخبين، فإنه ينكر وجود علاقة بينه وبين هذه الجريمة، غير أن السلطات تبدو مصممة الآن على تكثيف إجراءاتها ضد المتطرفين اليمينيين، حيث اعتقلت الشرطة في عدة مدن يونانية عددا من أعضاء الحزب ووجدت عندهم أسلحة.
في جميع أنحاء أوربا هناك متحالفون مع حزب الفجر الذهبي الذي انصهر عام 2004 مع أحزاب ومنظمات يمينية متطرفة في الجبهة القومية الأوربية ، مثل الحزب القومي في ألمانيا وفلانخي الإسباني. ويبدو أن يمينيين متطرفين آخرين يحاولون توحيد قواهم على صعيد دولي. ويتضح من محاكمة أعضاء خلية النازية السرية الإرهابية الجارية حاليا في ألمانيا وجود شبكة دولية كبيرة يعتمد المتطرفون اليمينيون عليها في تحركاتهم. في هذا السياق يقول الخبير في شؤون التطرف اليميني هايو فونكه: " على الأقل منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي بدأ النازيون الجدد في إقامة الاتصالات بينهم بواسطة الإنترنيت، وهي اتصالات عابرة بين الدول".
ويقول الكاتب أندرياس شبايت أيضا إن هناك تعاونا دوليا بين النازيين الجدد على مختلف الأصعدة. ويقول: "من الضروري التفريق بين ثلاثة مستويات ينشط فيها النازيون، أولها القطاع الثقافي على هامش المجتمع وثانيا رؤية النازية الجديدة ثالثا القطاع السياسي".الفرق الموسيقية اليمينية الحديثة مثلا تحرض ضد الأجانب وتنشر أغانيها مثلا في إيطاليا أواليونان وفي كامل أوربا ،كما يضيف شبايت، مشيرا الى أن إنتاج أقراص سي دي الموسيقية بها أغان محظورة في ألمانيا، ولذلك يتم تهريبها إلى الخارج وبالتالي يمكن إعادتها ثانيا إلى ألمانيا.
نازيون جدد ألمان يشاركون في أعمال عنف في الخارج
يلاحظ الخبراء ازدياد حجم التعاون بين النازيين الجدد على المستوى الدولي. وتساعد في ذلك مجموعات مستعدة لاستخدام العنف واستقبال المجرمين في الخارج، مثل كو كلوكس كلان (Ku-Klux-Klan) وبلاد أند أونر (Blood and Honour).
وأدى هذا التعاون الدولي أيضا إلى مشاركة نازيين جدد ألمان في ارتكاب جرائم في الخارج. حيث "يسافر نازيون جدد ألمان إلى جمهورية تشيك للمشاركة في جرائم ضد الغجر هناك. كما يسافرون إلى اليونان للتعرف على حزب الفجر الذهبي والمشاركة في أنشطة أعضائه. ويمكن وصف ذلك بنوع من سياحة العنف"، كما يقول أندرياس شبايت. ويحاول المتطرفون اليمينيون أيضا توسيع نفوذهم بصورة شرعية، فحزب التحالف الأوربي من أجل الحرية وحزب التحالف الأوروبي من الحركات القومية ويسعيان إلى المشاركة في الانتخابات القادمة للبرلمان الأوروبي.
نشاطات النازيين تتعدى أوطانهم
لماذا ُيقيم القوميون في مختلف الدول اتصالات وثيقة عبر الإنترنيت ؟ "حتى لا تكون نشاطات النازيين الجدد مقتصرة على دولهم الخاصة بهم"، كما يقول أندرياس شبايت، ويضيف: "لا يعملون على إعاقة بعضهم البعض، وإنما يريدون أن يقوم البيض بالدور القيادي في العالم.
غير أن الرابط المشترك بين المتطرفين اليمينيين في جميع الدول هو كراهية اليهود. ولهذا السبب بالذات يكن عدد كبير من النازيين الجدد الاحترام للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، الذي حرض علنا ضد إسرائيل وهددها بالقضاء عليها. وليس هذا العنصر وحده هو ما يشرح عطف الإسلاميين المتشددين على النازيين الجدد، "فمنذ العشرينات من القرن الماضي لم تكن هناك تحالفات وثيقة بين المتطرفين اليمينيين على الصعيد الأوربي فقط وإنما أيضا مع المنطقة العربية بسبب بعض المواقف المؤيدة لبعض التقاليد الخاصة هناك مثلا في موضوع الرؤية تجاه النساء".
ويقول شبايت إن المعضلة الكبرى تتجلى في استمرار انتشار الأفكار اليمينية المتطرفة داخل دول كثيرة. ويعود سبب ذلك في رأيه إلى آثار الأزمة الاقتصادية وقلق الطبقة الوسطى على مستقبلها. ويزيد تشابك النازيين الجدد في الإنترنيت من حدة هذه الموضوع، كما يقول شبايت. ويضيف: "من المحتمل أن تحصل الحركة النازية الجديدة في الانتخابات القادمة للبرلمان الأوربي على المزيد من المقاعد". غير أنه يستدرك قائلا: "لا يؤدي تجاهل هذا المشكل إلى نتيجة، ألمطلوب هو التحدث عن المتطرفين اليمينيين، والمساهمة في تصحيح أفكارهم وذلك هو الاحتمال الأفضل".