بنوك مركزية كبرى تتأهب للتدخل قبل انتخابات اليونان
١٥ يونيو ٢٠١٢أعلنت بريطانيا أنها ستضخ سيولة كافية في نظامها المصرفي بينما تلقي أزمة ديون منطقة اليورو بظلال قاتمة على اقتصاد البلاد. وذكر مسؤولون من دول مجموعة العشرين التي يلتقي قادتها في المكسيك الأسبوع القادم أن البنوك المركزية مستعدة لاتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار في أسواق المال إذا ما دعت الحاجة من خلال توفير السيولة والحيلولة دون وقوع أي أزمة ائتمان بعد انتخابات اليونان الحاسمة يوم الأحد 17 يونيو/ حزيران 2012 والتي ستقرر ما إذا كانت ستبقى في منطقة اليورو.
وتأتي هذه التحركات قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد في المكسيك في 18 و19 يونيو/ حزيران، والتي من المرجح ان تركز على سبل حفز النمو وخلق الوظائف وأزمة ديون منطقة اليورو.
من جانبه قال متحدث باسم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الليلة الماضية إن كندا "مستعدة للتحرك" إذا ما تفاقم الموقف أو حدثت "صدمة خارجية". من جهته أبقى بنك اليابان المركزي على سياسته النقدية دون تغيير اليوم الجمعة 15 يونيو/ حزيران بعد اجتماعات دامت يومين. وسيبقي البنك احتياطياته النقدية لاستخدامها إذا ما دعت الحاجة إليها عقب الاقتراع اليوناني وسط أنباء عن قيام الصين واليابان بوضع خطط طوارئ. وفي أوروبا وضعت السلطات أيضا خططا لمواجهة أي اضطرابات مثل أن يسحب اليونانيون أموالهم من البنوك إذا ما حقق حزب سيريزا الذي تعهد بإلغاء اتفاق إنقاذ اليونان مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي فوزا حاسما في الانتخابات
أما البنك الدولي فقد رفض تلميحات إلى أن يشارك في حل أزمة ديون اليونان، حيث أكد رئيسه روبرت زوليك أن أفضل استخدام لموارد البنك المحدودة هو مساعدة الدول النامية، وأن البنك يساعد الدول في وسط وشرق أوروبا المتأثرة بتداعيات أزمة منطقة اليورو، ولا يريد التدخل في اليونان. وأضاف زوليك في كلمة بمعهد بترسون لعلم الاقتصاد الدولي "في حالة اليونان فإن رأيي الخاص هو أن نبقى بعيدين بعض الشيء". يأتي كلام زوليل في وقت قال خبراء في التنمية بأن خبرة البنك الدولي في حل المشاكل الهيكلية في الدول النامية ستكون مفيدة لليونان.
ميركل تدعو إلى العمل المشترك
من جهتها حذرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، التي تواجه ضغوطا من كل الجهات لبذل جهود إضافية لمكافحة الأزمة، حذرت أمس الخميس من أن بلادها لا تستطيع تحمل هذه المسؤولية منفردة داخل مجموعة العشرين. ودعت في ذات الوقت إلى مزيد من العمل الأوروبي المشترك. وقالت ميركل في خطاب في البرلمان الألماني (بوندستاغ) مخصص لقمة العشرين التي ستعقد في لوس كابوس في المكسيك إن "قوة ألمانيا ليست بلا حدود" معربة عن اقتناعها بان "كل العيون ستكون شاخصة على ألمانيا مجددا" خلال هذا الاجتماع.
ووسط المطالب المتعددة من برلين مثل إصدار سندات يورو لتوحيد المديونية الأوروبية أو إطلاق النمو عبر استثمارات حكومية جديدة، رفضت المستشارة فكرة أن يكون مثل هذا التوجه حلا لمشاكل أوروبا والعالم. وتأتي تحذيرات ميركل في وقت يرى فيه الكثيرون أن ألمانيا التي تتمتع بأقوى اقتصاد أوروبي هي خشبة الخلاص الوحيدة من الأزمة المالية الأوروبية، لكن سياساتها تشكل أحد أبرز العوائق أمام حل سريع للازمة.
(ط.أ، د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: ابراهيم محمد