زعماء مجموعة الثماني يجتمعون وسط توترات مالية وسياسية بمنطقة اليورو
١٩ مايو ٢٠١٢يلتقي اليوم زعماء مجموعة الثماني وسط توترات مالية بمنطقة اليورو لبحث عدة قضايا تتصدرها أزمة منطقة اليورو. ومن المتوقع أن يستحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الزعماء الأوروبيين لتخفيف إجراءات التقشف والتركيز على النمو الاقتصادي خلال اجتماع قمة اليوم السبت، حيث سيناقش القادة سبل اجتثاث الأزمة في منطقة اليورو وتحاشي مخاطر تفشيها في أنحاء العالم.
ويسعى زعماء الدول ذات الاقتصاديات الكبرى إلى صياغة نهج مشترك لمعالجة الأزمة التي تهدد مستقبل منطقة العملة الأوروبية الموحدة والمؤلفة من 17 بلدا. وكان الاتحاد الأوروبي أكد أمس الجمعة قبيل قمة مجموعة الثماني أنه سيبذل كل ما بوسعه لتحقيق الاستقرار في اليونان وحل أزمة منطقة اليورو، وسط تكهنات بخروج اليونان من منطقة العملة الموحدة.
وقال رئيس المفوضية الأوربية جوزيه مانويل باروسو للصحافيين في كامب ديفيد قبل عشاء عمل مع قادة مجموعة الثماني :"أود أن أؤكد مجددا وبكل وضوح أننا نريد أن تبقى اليونان في منطقة اليورو. اليونان جزء من الأسرة الأوروبية".
في هذه الأثناء تعثرت الأسواق الأوروبية أمس الجمعة بسبب خفض التصنيفات الائتمانية الأخيرة للبنوك الاسبانية والديون السيادية اليونانية. ويأتي تراجع الأسواق المالية في ظل تأزم الموقف السياسي في اليونان ووسط تزايد القلق من احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو بسبب تصريحات المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي حول خطط طوارئ بالإضافة إلى تقارير بشأن اقتراح مزعوم للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إجراء استفتاء في اليونان بشأن بقائها من عدمه في منطقة اليورو.
النمو بدلاً من التقشف
ويأمل الزعماء في تسوية خلافاتهم بما يكفي لتهدئة الأسواق المالية إثر تراجع أسعار الأسهم الأوروبية لأدنى مستوياتها منذ ديسمبر كانون الأول. و رغم عدم توقع صدور قرارات رئيسية من قمة مجموعة الثماني، فقد بدا وجود نقاط تقارب بين عدد من زعماء دول الثماني.
في هذا السياق اعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت سابق عن موقفه المؤيد لرئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي والرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا أولوند و حث على حل لأزمة منطقة اليورو يجمع بين إجراءات التقشف المالي "وجدول أعمال لنمو قوي. ويتعارض ذلك مع موقف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تدعو إلى التقشف المالي كأداة لخفض مستويات الديون الضخمة، التي تثقل كاهل الاقتصادات الأوروبية. وتظهر مسودة لبيان القمة تشديدا على "ضرورة تحقيق النمو وتوفير فرص العمل."
ومن المتوقع أن تتناول القمة أيضا مواضيع أخرى تتعلق بالنفط وأسعار الغذاء إضافة إلى أفغانستان وإيران وسوريا وكوريا الشمالية. وكان قادة دول الثماني بحثوا أمس قضايا أخرى من بينها الاضطرابات في سورية والبرنامج النووي الإيراني. وذكر مسؤول أمريكي بارز أن هناك اتفاقا بشأن الحاجة إلى انتقال سياسي في سورية وبالنسبة لطهران معالجة المخاوف الدولية أو مواجهة مزيد من العقوبات.
ويضم اجتماع مجموعة الثماني الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا وزعماء الاتحاد الأوروبي.ولم يشارك الرئيس الروسي المنتخب حديثا فلاديمير بوتين في الاجتماع معللا ذلك بتشكيل حكومة جديدة ، وبدلا من ذلك أرسل رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف.
وتتوج قمة كامب ديفيد أربعة أيام من الدبلوماسية المكثفة التي ستختبر قدرة الزعماء على تبديد مشاعر عدم الارتياح بشأن مخاطر انهيار مالي جديد إضافة إلى خطط لإنهاء الحرب في أفغانستان.
( م ا/ رويترز، د ب ا)
مراجعة: منصف السليمي