إسرائيل تتوعد بعملية "قوية" وتحذير من "الخطر الكارثي" في رفح
١٤ فبراير ٢٠٢٤توعدت إسرائيل الأربعاء (14 شباط/فبراير 2024) بتنفيذ عملية "قوية" في رفح رغم الضغوط الدولية المتزايدة لمحاولة تجنب هجوم بري مدمر على المدينة المكتظة بالسكان في أقصى جنوب قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في رسالة بالعبرية على حسابه الرسمي على تطبيق تلغرام "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".
في الأثناء، تستمر المفاوضات للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس الأربعاء في القاهرة، في حين أسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل العشرات في غزة.
وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس، خلّف القصف 103 قتلى خلال أربع وعشرين ساعة، بحسب السلطات الصحية التابعة للحركة.
وتركز القصف على مدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع الفلسطيني.
ويعيش في رفح مئات الآلاف من المدنيين قرب الحدود المغلقة مع مصر، في ظل خشية من هجوم على المدينة يثير أيضا مخاوف دولية واسعة.
"خطر كارثي"
إلى ذلك، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء من أن الهجوم العسكري الإسرائيلي الوشيك على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة قد يكون له أثر خطير، مطالبة باحترام "مبدأ الإنسانية الأساسي". وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الأعمال العدائية المتزايدة والمستمرة في رفح تشكّل "خطرًا كارثيًا على حياة المدنيين والبنى التحتية".
يعيش في رفح مئات الآلاف من المدنيين قرب الحدود المغلقة مع مصر، في ظل خشية من هجوم على المدينة توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء بأن يكون "قويا" للقضاء على الحركة "وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".
ويثير التلويح الإسرائيلي بعملية برية في رفح مخاوف دولية واسعة. ويتجمع بحسب الأمم المتحدة نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن على اجتياحها بريا.
مباحثات القاهرة
في القاهرة، تستمر المباحثات حيث من المتوقع أن يلتقي وفد من حماس، برئاسة عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية، حسبما أفاد مصدر في الحركة وكالة فرانس برس.
واجتمع مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الثلاثاء لإجراء محادثات بشأن هدنة تشمل إطلاق سراح رهائن جدد. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الأربعاء أنّ الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة.
وجرت المناقشات "في أجواء إيجابية"، وفق ما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن "مسؤول مصري رفيع المستوى". وقال المسؤول نفسه في نهاية الاجتماع "ستستمر المفاوضات خلال الأيام الثلاثة المقبلة".
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال الأربعاء "أصر على أن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية. وعندما تتخلى عن مطالبها، سنكون قادرين على المضي قدما".
من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء حماس إلى أن تنجز "بسرعة" صفقة تبادل "لتجنيب شعبنا الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تُحمد عقباها، ولا تقل خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا". كما طالب الإدارة الأميركية والأشقاء العرب، بالعمل بجدية على إنجاز صفقة الرهائن والمعتقلين بأقصى سرعة، وذلك "لتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني ويلات هذه الحرب المدمرة".
وحملت إسرائيل وحركة حماس كل منهما الأخرى المسؤولية عن عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات بشأن وقف جديد لإطلاق النار في حرب غزة وإطلاق سراح المزيد من الرهائن. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء إنه "لم يتم تقديم أي اقتراح جديد من حماس في القاهرة للإفراج عن رهائننا".
ويصر نتنياهو على أن إسرائيل لن تستسلم "لمطالب حماس الوهمية"، مضيفا أن تغيير مواقف حماس وحده هو الذي سيسمح للمفاوضات بالتقدم. غير أن مصادر في حماس قالت إن إسرائيل هي التي تعرقل تحقيق أي تقدم في المفاوضات. وقال مصدر من حماس إنه من المقرر أن يصل وفد إلى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين.
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
خ.س/ع.ش/ز.أ.ب (أ ف ب، د ب أ)