احتجاجات جامعات ألمانيا- نقد الاعتصامات وتحذير من عنف الشرطة
١٠ مايو ٢٠٢٤دعت رابطة اتحادات الطلاب في ألمانيا إلىتفكيك معسكرات الاحتجاج المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الألمانية، لكنها حذرت في الوقت نفسه من التصعيد من خلال عنف الشرطة. في أعلن عشرات المحاضرين الجامعيين دعمهم للمحتجين.
وقال زاشا فيلمان، عضو مجلس إدارة "الرابطة الحرة لاتحادات الطلاب" في ألمانيا أمس الخميس (09 مايو/ أيار 2024) في بيان: "حتى لو اعتبرنا أن تفكيك هذه المعسكرات شديدة التطرف والمعادية للسامية أمر مبرر وضروري، فلا يمكن أبدا تبرير تصدٍّ وحشي غير قانوني من قبل الشرطة".
ومن جانبها قالت ديبورا إلر، مقررة الرابطة المعنية بشؤون مكافحة الفاشية والعنصرية ودعم التحرر، إن المشاركين في معسكرات الاحتجاج ليسوا مجرد طلاب، وأضافت: "عبر معلومات كاذبة دعائية تتعالى الأصوات بشكل متكرر بمطالب مؤيدة للفلسطينيين... هناك موقف نشط مناهض لإسرائيل يهيمن عليه خطاب معادٍ للسامية"، مشيرة إلى أنه يتم استغلال معاناة السكان في قطاع غزة خلال الاحتجاجات الجامعية في "تحريض معادٍ للسامية".
ودعت الرابطة، وهي منظمة شاملة لممثلي الطلاب في الجامعات الألمانية، إدارات الجامعات إلى حماية الطلاب اليهود بشكل فعال من حوادث معادية للسامية، مؤكدة ضرورة أن تطبق إدارات الجامعات قواعدها الداخلية وتطرد الجماعات والأفراد المناهضين للسامية على نحو عدواني من الحرم الجامعي.
وفي الأيام الأخيرة، تمددت الاحتجاجات التي عمت الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جامعات برلين ولايبزيغ وبريمن ضد العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وتم إخلاء مخيم احتجاجي مؤيد للفلسطينيين في جامعة برلين الحرة يوم الثلاثاء الماضي بعد فترة قصيرة من إقامته. وذلك بعد أن حاول نحو 150 ناشطا احتلال باحة في الجامعة ونصب خيام فيها. فاستدعت الجامعة الشرطة بسرعة وقامت بإخلاء الباحة. وأعلنت الشرطة عن اعتقال 79 شخصا مؤقتا (49 امرأة و30 رجلا)، وإجراء 80 تحقيقا جنائيا وتحرير 79 مخالفة إدارية.
وأصدر أكثر من 300 محاضر جامعي في برلين بيانا يدعو إدارات الجامعات في العاصمة الألمانية إلى العدول عن الاستعانة بالشرطة ضد طلابها. وجاء في البيان "بغض النظر عما إذا كنا نتفق مع المطالب المحددة لمعسكر الاحتجاج، فإننا نقف أمام طلابنا وندافع عن حقهم في الاحتجاج السلمي. وهذا يشمل أيضا احتلال باحات الجامعات... نطالب إدارات جامعات برلين بالعدول عن الاستعانة بالشرطة ضد طلابها وعن المزيد من الملاحقات الجنائية".
عدم تفهم لاحتجاج الطلاب وبيان المحاضرين!
وكانت وزيرة التعليم الألمانية بيتينا شتارك-فاتسينغر قد أعربت عن استياءها من البيان، وقالت الوزيرة في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة يوم الخميس: "هذا البيان من المحاضرين لجامعات برلين صادم. بدلا من اتخاذ موقف واضح مناهض للكراهية ضد إسرائيل واليهود، يتم تحويل محتلي الجامعات إلى ضحايا والتهوين من فداحة العنف"، معتبرة "تأييد محاضرين جامعيين الآن لهذه التظاهرات خطوة نوعية جديدة تحيد بهم عن الالتزام بمبادئ الدستور الألماني".
وقال عمدة برلين كاي فيغنر لصحيفة "بيلد": "ليس لدي أي تفهم على الإطلاق لمؤلفي هذا المنشور (البيان)"، مضيفا أن جامعات برلينهي أماكن للعلم والخطاب النقدي والتبادل المفتوح، وستظل كذلك. وشدد السياسي المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي على أن "معاداة السامية والكراهية ضد إسرائيل ليست أوجه تعبير عن الرأي، بل مخالفات جنائية".
من جانبها، وصفت خبيرة الشؤون المحلية في الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، أندريا ليندهولتس، الرسالة بأنها "هوة للعلوم الألمانية". وقالت نائبة رئيس كتلة التحالف المسيحي في البرلمان الألماني في تصريحات لنفس الصحيفة إنها غير متفهمة "لدفاع أساتذة ومحاضرين عن حشد من معاديي السامية وكارهي إسرائيل".
وقال رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوزيف شوستر، لـ"بيلد" إن النشطاء غير معنيين على الأحرى بمعاناة الناس في غزة، بل مدفوعين بكراهيتهم لإسرائيل واليهود، وقال: "كنت منتظرا من المحاضرين الجامعيين أن يذكروا هذا الأمر بوضوح على الأقل إذا كان هناك دعم لهذا النوع من الاحتجاج".
ورفض سفير السلطة الفلسطينية في ألمانيا، ليث عرفة، الانتقادات الموجهة للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين. وقال السفير في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن نطاق حرية التعبير والحرية الأكاديمية فيما يتعلق بإسرائيل وحرب غزة "مستمر في التراجع"، وأضاف: "نحن ندين جميع أشكال التعصب، بما في ذلك معاداة السامية... كما ندين الاستخدام المنهجي للاتهامات الكاذبة بمعاداة السامية ضد جميع الأصوات المطالبة بإنهاء الحرب".
وقال الدبلوماسي إنه "لا يدعم" الاحتجاجات الطلابيةلأن ذلك سيكون تدخلا في الشؤون الداخلية، وأضاف: "لكنني أدعم حق أي فرد في حرية التعبير وحرية الرأي في أي مكان وفي أي وقت. يجب على الجميع حماية هذا الحق العالمي من حقوق الإنسان، والجميع ملزم بالتصرف إذا تم انتهاكه".
ع.ج/ و.ب (د ب أ)