Moskau: Anerkennung der Ünabhängigkeit von und Südossetien?
٢٥ أغسطس ٢٠٠٨في الوقت الذي تشدد فيه الدول الغربية ضغوطها على روسيا للإسراع في سحب بقية قواتها من جورجيا، صوت المجلس الاتحادي الروسي، المجلس الأعلى في البرلمان، اليوم بالإجماع على الاعتراف بإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين في جورجيا. الأمر الذي يهدد بنشوب أزمة جديدة في منطقة القوقاز المتوترة.
وبعد اجتماع طارئ للمجلس أصدر المشرعون بيانا يحثون فيه للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على الاعتراف بالإقليمين المنفصلين عرقيا عن جورجيا. وجاء في البيان الذي أصدره المجلس خلال جلسة استثنائية بثها التلفزيون الروسي إن"رفض جورجيا التوقيع على اتفاق بشأن عدم استخدام القوة وتحركاتها العدوانية في مطلع آب/أغسطس الجاري التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين من أوسيتيا الجنوبية، أدى إلى تفاقم الصراع بين جورجيا وأبخازيا وحرم إدارة جورجيا من الحق في المطالبة باعتماد شعبي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا على سياستها التي تتسم بالمغامرة".
ومن جانبه أعرب مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) في وقت لاحق عن تأييده للاعتراف باستقلال المناطق المنفصلة عن جورجيا. وأيد النواب اليوم الاثنين دون معارضة مطالبة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بالاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وسيكون للكرملين الكلمة الفصل في قرار الاعتراف باستقلال هذين الإقليمين، علما أن الرئيس الروسي ميدفيديف كان قد أعلن في وقت سابق أن روسيا سوف تعترف وستدعم أي قرار تتخذه أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
انعطافة نحو تعميق الخلافات بين روسيا والغرب
ولم يستبعد خبير الشؤون الروسية الألماني ألكسندر رار من المؤسسة الألمانية لأبحاث السياسة الخارجية،(DGAP) أن تقدم موسكو على الاعتراف بإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا في ظل الأجواء المشحونة بين روسيا وجورجيا. كما يرى العديد من المراقبين أن الاعتراف الروسي بالإقليمين سيزيد من حدة الخلافات بين روسيا والغرب. فالإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) مجمعون على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي لجورجيا.
يذكر هنا أن الرئيس الفرنسي نيولا ساركوزي، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي، أعلن عن عقد قمة أوروبية استثنائية مطلع الشهر القادم، لمناقشة الوضع في القوقاز، وذلك بعدما انتقدت العديد من الدول الأوروبية نهاية الأسبوع الماضي عدم الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الجورجية.
وفي خضم هذه التطورات نقلت الوكالة الفرنسية عن مسؤولة في كتلة روسيا الموحدة تاتيانا ياكوفليفا قولها: "من الممكن الآن الإعلان بوضوح أن نهاية سنوات المواجهة هذه لا يمكن أن تكون إلا باعتراف قانوني باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية المستقلتين بحكم الأمر الواقع". وأضافت إن "أي قرار آخر لن يؤدي إلا إلى تعقيد الوضع أكثر". وتابعت "إذا كان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي يهدف إلى جعل جورجيا الولاية الأميركية الـ51، فان الجمهوريتين لا ترغبان بان تصبحا مستعمرتين أمريكيتين، وتحتاجان إلى مساعدتنا".
وفي أول رد فعل عن قرار المجلس الاتحادي الروسي حذر الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في حديث نشرته صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية الاثنين من أن اعتراف روسيا بجمهوريتي ابخازيا واوستيا الجنوبية "سيكون محاولة لتغيير حدود أوروبا بالقوة ستنجم عنها عواقب كارثية".