المعارك مستمرة في ليبيا والأنظار تتجه نحو مسقط رأس القذافي
٦ مارس ٢٠١١في وقت يرى فيه المراقبون أن الثورة الليبية تحقق مكاسب يومية على الأرض، لاسيما وهي تدخل يومها الـ 18، ذكرت القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي أنها أجبرت المعارضة المسلحة اليوم على التقهقر من المناطق المحيطة ببلدة "بن جواد"، الواقعة بين "رأس لانوف" التي تسيطر عليها المعارضة، وسرت، مسقط رأس القذافي، التي توجه المعارضة أنظارها إليها الآن.
وأفادت تقارير صحفية بأن عشرات المركبات المزودة بالأسلحة الآلية الثقيلة من الغرب وصلت إلى "رأس لانوف"، حيث ذكر الثوار في وقت سابق أن الموالين للقذافي في "بن جواد" شنوا هجوما عليهم. وخلال القتال، قال محتجون ليبيون إنهم أسقطوا طائرة هليكوبتر. وقال ثلاثة من المعارضين المسلحين لوكالة أنباء "رويترز" إنهم شاهدوا الطائرة وهي تسقط في البحر.
وقال مراسل رويترز إن المسلحين المعارضين أطلعوه على حطام طائرة طائر في منطقة راس لانوف في قال المسلحون إنهم أسقطوها اليوم. وكتب مراسل رويترز محمد عباس رسالة قصيرة من الموقع قال فيها "أنا في موقع حطام طائرة في راس لانوف". وأشار إلى وجود جثتين وجهاهما ممزقان.
من جانبه، قال مقاتل مصاب عائد من "رأس لانوف" إن الموالين للقذافي هاجموهم بالأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية. ولدى سؤاله عما رأى، أجاب بكلمة واحدة هي "الموت". وأكد مقاتلون آخرون في المدينة نفسها أنهم تلقوا أنباء الهجوم من على الجبهة بالهاتف، مشيرين إلى أن رصاص القناصة أصاب بعض المحتجين.
على الجانب الآخر، قالت الحكومة إنها طردت المحتجين، الذين سيطروا على شرق ليبيا منذ أكثر من أسبوع، ليتراجعوا إلى مدينة بنغازي، معقلهم بالشرق. لكن التقارير الصحفية تؤكد أن المحتجين مازالوا يسيطرون على كل من بنغازي ورأس لانوف، وهي البلدة النفطية المهمة، التي سيطروا عليها ليل الجمعة.
سرت.. المعركة القادمة
وتتركز الأنظار على مدينة سرت، التي قال أحد قادة المعارضة المسلحة إن قواته على مقربة منها وينتظرون دعوة من المواطنين في سرت قبل التقدم إليها. واعتبر العقيد بشير عبد القادر أن السيطرة على سرت "ليست صعبة". وأعرب عن اعتقاده بأن 70 % من المواطنين هناك مع المعارضة المسلحة، غير أنهم طلبوا من المعارضة عدم الذهاب إلى هناك خوفا من المعارك العنيفة.
وأكد عبد القادر، في مؤتمر صحفي، أن المعارضة ستنتظر إلى أن تتلقى اتصالا من سرت لإبلاغها حين يكون الناس هناك مستعدين. وأشار إلى أن أخوانهم في سرت لن يقبلوا بهذا الوضع، وتابع أنهم يعرفون أن القذافي "قاتل" وسرق أموالهم وسيقفون في صفهم، نافيا أحدث تصريحات الحكومة الليبية بأنها تسيطر على "رأس لانوف".
وفي بلدة "مصراتة"، شرق طرابلس، قال أحد السكان إن القوات الموالية للقذافي تستخدم نيران المدفعية والدبابات في هجومها على البلدة. وأضاف "قتال شرس للغاية يدور الآن عند المدخل الغربي للبلدة.. ألوية القذافي يدمرون كل شيء يجدونه. يستخدمون نيران مدفعية ودبابات. والثوار يبذلون قصارى جهدهم لمنعهم من الوصول إلى وسط البلدة". وأكد الشاهد في حديث هاتفي مع لوكالة الأنباء الألمانية أنه يسمع طلقات النار عند المدخل الغربي والجنوبي لمصراتة، حيث تحاول قوات القذافي التحرك إلى قلب المدينة.
وغرباً على المنطقة الحدودية، قررت الجزائر نشر خمسة كتائب مدعومة ومجموعتي درك وطني قوامها أكثر من سبعة آلاف عسكري على حدودها مع ليبيا، لمنع تسلل مطلوبين إلى أراضيها بالإضافة إلى وحدة طبية عسكرية.
(أ م ع / روتيرز / د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي