المفاجأة الاسترالية أمام الخبرة الإيطالية وسويسرا في مواجهة اوكرانيا
٢٦ يونيو ٢٠٠٦يلتقي المنتخب الإيطالي اليوم في كايزرسلوترن مع أستراليا العنيدة والمصممة على شق طريقها الرياضي رغما عن أنف الكبار. فقد أثبت "الكنغر" الأسترالي انّه قادر على الوثب العالي وتعدي الحصون وحقول الألغام التي واجهته أثناء مسيرته في هذا المونديال. كما استطاعت استراليا خطف تأشيرة مرورها إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها في ثاني مشاركة لها في النهائيات بعد الأولى عام 1974. ومن جهة أخرى، يدرك المنتخب الاسترالي أن لقاءه مع إيطاليا لن يكون سهلا، لاسيّما وأنّ المنتخب الإيطالي لم يدخل مرماه سوى هدف واحد في الدور الأول وكان بالخطأ من قبل مدافعه زاكاردو. وعن طبيعة هذا المواجهة، قال مدافع استراليا لوكاس نيل: "المنتخب الإيطالي قوي في خط دفاعه خلافا لباقي المنتخبات، إنه قادر على الحفاظ على تقدمه 1- صفر طيلة المباراة"، وأضاف قائلا "سيحاولون تسجيل هدف والدفاع للحفاظ عليه أطول مدة ممكنة وحتى نهاية المباراة لأننا متعبون بدنيا بسبب الجهد الكبير الذي بذلناه في الدور الأول".
وعن أهمية هذه المباراة ومجرياتها، قال مهاجم استراليا هاري كيويل، الذي استطاع بفعل مهاراته الفنية الرياضية الرائعة أن يؤمن لبلاده بطاقة الصعود للدور الثاني بعد أن سجل هدف التعادل في مرمى كرواتيا في الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول: "ستكون المباراة رائعة"، مضيفا "لم نكن مرشحين لبلوغ هذا الدور، فالبعض رأى بأننا سنخرج من الدور الأول، بيد أننا نجحنا في قلب التكهنات بفضل ثقتنا بأنفسنا وهدوئنا". وفي معرض استعراضه للآليات التي سيوظفونها في لقائهم مع إيطاليا، أوضح كيويل قائلا: " يجب أن نلعب ضد ايطاليا بأسلوبنا وأن لا نخاف هجماتهم، إنها المرة الأولى التي نبلغ فيها الدور الثاني وبالتالي سنلعب بارتياح كبير وسنستمتع باللعب".
ويشار هنا إلى أنّ استراليا استهلت انطلاقتها في النهائيات بفوز على اليابان 3-1 ثم بخسارة أمام البرازيل صفر-2، قبل أن تنتزع تعادلا ثمينا من كرواتيا 2-2. وقد سجل كيويل هدف التعادل لبلاده بعدما كانت كرواتيا متقدمة بهدفين وكانت استراليا بحاجة الى التعادل لبلوغ الدور الثاني، إذ ردت استراليا التحية مرتين لكرواتيا ودفعتها إلى العودة بخفي حنين. ومن ناحية أخرى، سيغيب بريت ايمرتون عن صفوف استراليا لطرده في المباراة الأخيرة ضد كرواتيا. وفي هذا السياق، قال ايمرتون "سيخوض زملائي المباراة في غيابي لكنني متأكد أنه باستطاعتهم تحقيق نتيجة ايجابية".
ايطاليا ـ المنتخب الصعب
وأما المنتخب الإيطالي فسيخوض غمار هذه المباراة بمعنويات مرتفعة بعد أن تكلل مشواره الرياضي في هذا المونديال بالفوز على تشيكيا 2- صفر في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول عندما حجزوا بطاقتهم الى الدور الثاني. بيد أنّه يدرك بأنّ الأمر قد لا يكون نزهة على الشواطئ الاسترالية أو شهر عسل عابر، خصوصا تحت راية قائد سفينة منتخبهم الهولندي هيدينك. وفي هذا الإطار، عبّر حارس مرمى ايطاليا جانلويجي بوفون عن إعجابه بإنجازات هيدينك، إلا أنّه أكد بأنّ مغامرته ومشواره مع استراليا لن يعمرا طويلا، إذ قال: "إنه مدرب رائع نحن نعرف ذلك والنتائج التي حققها حتى الآن تتحدث عنه". وأضاف "لقد حقق نتائج رائعة مع فرق ضعيفة لكنني واثق من ان أشياء كثيرة تغيرت في فريقنا منذ 4 أعوام ولدينا الثقة لتخطي الدور الثاني". وتابع: "يجب أن نكون حذرين لأنك إذا أخذت كل شيء في الاعتبار فإنّك لن تخسر"، مضيفا "أستراليا تلعب بالطريقة ذاتها للأمريكيين، لكن مع احترامي الكبير للمنتخب الاسترالي فإنني متأكد بأننا سنتخطاه ونبلغ الدور ربع النهائي".
تصفية حساب مع المدرب الاسترالي
من جهة أخرى، يتوقع أن تأخذ هذه المباراة طابعا ثأريا بالنسبة للإيطاليين، إذ إنّ الطبق الذي يعدونه للاستراليين سيحوي كل أنواع التوابل الحارة من خلال توظيف اللعب الصاروخي وسياسة احتواء الخصم. ولذا، هم يرغبون في تصفية ثأر قديم مع مدرب استراليا الحالي الهولندي غوس هيدينك الذي قاد كوريا الجنوبية الى إخراج ايطاليا من الدور الثاني للمونديال الماضي في كوريا الجنوبية واليابان عندما فاز الآسيويون 2-1. ومن هذا المنطلق، فإن مرارة هذه الخسارة لا تزال في حلوق المنتخب الإيطالي ومحبيه سيحاولون كل جهد ممكن لمساعدة الاستراليين في حجز بطاقة العودة الى بلادهم في اسرع وقت. وللخروج من هذا الإخفاق، فإن أمل اللقب الرابع يداعب أفئدة الإيطاليين، فقد فازت باللقب ثلاثة مرات كان آخرها في عام 1982 بقيادة النجم الشهير باولو روسي.
ويغيب أيضا لاعب الوسط دانييللي دي روسي الموقوف من "الفيفا" لأربع مباريات على خلفية طرده في المباراة أمام الولايات المتحدة بعد تعرض براين ماكبرايد للكمة منه أدت الى إصابته. وكذلك فقد تمّ تغريمه 6400 يورو. وقد شارك دي روسي في مباراة واحدة حتى الان ضد تشيكيا ولن يتمكن من المشاركة في صفوف منتخب بلاده إلا في المباراة النهائية أو المباراة على المركزين الثالث والرابع.
سويسرا- أوكرانيا
يلتقي هذان المنتخبان في كولون وكلاهما يحذوه الأمل في مواصلة مشوار التقدم في النهائيات. وقد استطاعت سويسرا حجز بطاقتها عن جدارة إلى الدور الثاني بعدما تصدرت المجموعة السابعة أمام فرنسا وكوريا الجنوبية وتوغو. وبالعودة إلى مشوارها الرياضي، فقد شكلت سدا منيعا أمام المنتخب الفرنسي حامل اللقب عام 1998 مرغمة إيّاه على الوقوع في فخ التعادل السلبي قبل أن تتغلب على توغو 2- صفر وكوريا الجنوبية بالنتيجة ذاتها.
ولكن خطوات سويسرا نحو الإبحار في عباب هذا المونديال قد تتعثر، إذ تلقت ضربة موجعة بإصابة مدافعها فيليب سنديروس بخلع في الكتف خلال مباراتها مع كوريا الجنوبية، الأمر الذي سيغيبه عن النهائيات. وفي هذا السياق، قال كوبي كون مدرب منتخب سويسرا: "بالطبع إنها خسارة كبيرة بالنسبة لنا. لكن عزاؤنا الوحيد أنّ زميله يوهان ديورو سيحل مكانه". هذا ويدين له المنتخب السويسري بكثير من الفضل لما له من دور كبير في خط الدفاع وكذلك مهاراته العالية في تسديد الكرات الرأسية، إذ كان صاحب الهدف الأول في لقاء منتخبه مع كوريا الجنوبية.
وفنيّا، يمكن القول بأنّ المنتخب السويسري يملك أدوات قتالية عالية متمثلة في قوته الصاروخية الضاربة في خط الهجوم حيث بتواجد هاكان ياكين وألكسندر فراي العائد الى الملاعب بعد غياب بسبب الإصابة. وقد نال كثيرا من الإطراء من مدربه كوبي كوهن الذي قال عنه: "إنه لاعب رائع، يحتاج إلى بعض المباريات لاستعادة مستواه"، مضيفا "أعتقد أنه بإمكانه تسجيل المزيد من الأهداف في البطولة". وتابع أيضا قائلا: "أعتقد بانه سيكون أفضل مهاجم في المونديال، هناك إمكانية لنيله هذه الجائزة". وعن الثقة بالفوز وطبيعة الاستعدادات لهذه المباراة، أكّد كوهن أنّ فريقه قادر على تخطي عقبة أوكرانيا، وقال "نحن واثقون في مؤهلاتنا وإمكانياتنا وفي الدور الثاني كل شيء ممكن وبالتالي بإمكاننا الفوز على أوكرانيا وبلوغ الدور ربع النهائي، لم لا?".
اوكرانيا وورقة شفتشنكو الرابحة
وفي المقابل، لم تكن أوكرانيا موفقة في بداية مشوارها، إذ تلقت ضربة قاصمة وهزيمة مذلة من أسبانيا صفر-4، قبل أن تستعيد توازنها وتثأر لنفسها من السعودية وتهزمها بالنتيجة ذاتها، الأمر الذي أعاد الثقة إلى نفوس المنتخب، ثم فازت على تونس صفر ـ 1، فحجزت بطاقتها إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها وفي أول مشاركة لها ايضا في كأس العالم.
وتعقد أوكرانيا آمالا كثيرة على ملكها ورأس حربتها أندريه شفتشنكو الذي يعد العمود الفقري للمنتخب، فقد سجل هدفا في مرمى السعودية، ثم هدف الفوز في مرمى تونس من ركلة جزاء. وقال شفتشنكو "جميع المنتخبات المتأهلة الى الدور الثاني قوية"، مضيفا "إذا لعبنا بروح قتالية فإنني متأكد بأننا سنذهب بعيدا في المسابقة ".