صحف ألمانية: المنطقة كلها ستشتعل إذا لم يخمد الحريق السوري
٢٣ أغسطس ٢٠١٢صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ لاحظت في بداية تعليقها بأن السياسة الأمريكية تجاه ما يحصل في سوريا اعتمدت إلى حد الآن خيار التحفظ. واعتبرت الصحيفة أن تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي هدد فيها بالتدخل العسكري في حال لجوء نظام بشار الأسد إلى استخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية تعود لأسباب انتخابية، وكتبت تقول:
"التلميح بالتدخل العسكري إذا اقتضى الحال، إضافة إلى التحذير الروسي من تحرك انفرادي للغرب تكشف بوضوح منذ مدة تحول هذه الحرب الأهلية: بمعنى أنها لم تعد قضية سورية داخلية. إنه نزاع ذو انعكاسات إقليمية ودولية بمشاركة الكثير من الفاعلين الذين يلهثون وراء مصالحهم ويتحملون مسؤولية ما آلت إليه التطورات. موجات العنف والانتقام وزعزعة الاستقرار لن تنتهي في أجل قريب بغض النظر عن تاريخ سقوط الأسد. غياب الإرادة للتدخل عسكريا له ما يبرره".
صحيفة دي فيلت عنونت تعليقها بما يفيد أن المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يأمل في الحصول على الدعم من موسكو وواشنطن، وأشارت إلى أن الوضع في سوريا يزداد خطورة، لا سيما مع تدخل قوى أجنبية مثل إيران وتركيا في النزاع، وكتبت الصحيفة تقول:
"المبعوث الجزائري الأخضر الإبراهيمي ليس له أوهام: الوضع حرج للغاية. وهذا حاصل ليس فقط بسبب الاقتتال وأعمال القمع والمذابح لكلا الطرفين، بل أيضا بسبب المصالح المتضاربة للعالم الخارجي. سوريا مصدر حريق إن لم يتم إخماده بسرعة فإن النيران ستشتعل في المنطقة بأكملها. ويرى الإبراهيمي مفتاح الوصول إلى أي نوع من وقف إطلاق النار أو انتقال مدني للسلطة ليس فقط في الأطراف المتناحرة في سوريا، التي لا تريد على ما يبدو التحاور فيما بينها، بل بوجه خاص في الأمم المتحدة المنقسمة، وتحديدا القوى دائمة العضوية في مجلس الأمن ولسان حاله يقول: إذا لم تدعمونا، فليس هناك ما يمكن فعله. إن ما يحتاجه الإبراهيمي هو ضغط مفيد ومشترك من موسكو وواشنطن... ومن تم فقط يمكن إيقاف إيران عن مواصلة صب الزيت على النار. كما أن تركيا ستتراجع من خلال ذلك عن مواجهة أي تهديد لمصالحها باستخدام القوة العسكرية. وعلى ذلك الأساس فقط يمكن تقليص المخاطر الناجمة عن أسلحة الدمار الشامل السورية".
مجلة دير شبيغل سلطت الضوء على آخر التطورات على الأرض السورية وكتبت تحت عنوان: "ثمن التردد؛ الانهيار السوري وتردد المجتمع الدولي" وقالت:
"الأمر لا يرتبط بالأخلاق. على كل حال ليس تلك التي نؤمن بها، بل إن المسألة مرتبطة بحيرة الحكومات وأوهامها التي تتسبب فيما وجب تفاديه، ألا وهو انهيار سوريا في الحرب الأهلية التي تجتذب جماعات إرهابية وتضر ببلدان الجوار.
انتفاضة سوريا معقدة أكثر من الثورات العربية السابقة: لم يحصل انهيار سريع للنظام، ولا توجد منطقة محررة، بل يوجد فيها مزيج من الأقليات قابل للانفجار. وروسيا على غرار الصين تعرقل في مجلس الأمن أي تدخل عسكري...
وتابعت المجلة تعليقها بالإشارة إلى أن العنف لم يخضع المنتفضين على النظام، بل دمر المدن وأزهق أرواح عشرات آلاف المواطنين وبحرب لن يكسبها الأسد، وكتبت تقول:
"إن الذي لا يزال يحذر من أن سوريا قد تنهار يجهل بأن النظام يدفع منذ مدة في اتجاه الانهيار: فعوض الكف عن نهجه يدفع النظام أقليته العلوية إلى ارتكاب مذابح بحق جيرانهم السنة، ويخطط لاعتداءات داخل لبنان، ويشجع حزب العمال الكردستاني على التمادي في أنشطته الانفصالية، لأنه فقط من خلال الحرب الأهلية يمكنه الحفاظ على محميته العلوية. فالأحرى أن تنهار سوريا عوض بيت الأسد. الدول الغربية وغالبية نظيراتها العربية تأمل في حصول شيء لا تعرف هي نفسها كيف ستكون له قائمة: تغيير منظم للنظام. في البداية راهنت قطر على برهان غليون في رئاسة المعارضة. بعدها أرادت باريس والرياض تعيين الجنرال المنشق مناف طلاس كزعيم انتقالي".
صحيفة فيستدويتشه تسايتونغ تناولت هي الأخرى الوضع في سوريا، وكتبت تقول:
"مكبلا وسط هذا المأزق السياسي يظل الغرب يتفرج على الاغتيال اليومي. وهو مجبر في آن واحد على طرح سؤال أخلاقي: إلى متى سيفعل ذلك؟".