صحف ألمانية وأوروبية: أيام نظام الأسد باتت معدودة
٢٠ يوليو ٢٠١٢صحيفة دي فيلت تناولت آخر التطورات داخل سوريا، وكتبت تحت عنوان "متى تسقط دمشق" :
"الضربات تقترب أكثر فأكثر. والسؤال الذي ُيطرح لم يعد هل بمقدور نظام الأسد التغلب على حركة التمرد، بل فقط متى سيسقط هو، وماذا سيأتي بعده. أن تنتهي الحرب الأهلية السورية بالوصول إلى نوع من السلام، والعفو والنسيان، هذا لا يتلاءم مع العادات المحلية في التعامل مع الجانب الخاسر. العلويون الذين يمثلون الأقلية الدينية المسيطرة على المناصب الهامة منذ انقلاب الدولة الذي نفذه الأسد الأب، لم يعد أمامهم خيار آخر سوى القتال حتى آخر لحظة. وفي طهران من حيث يتلقى النظام الأسلحة والمساعدين والتجهيزات يسود التخوف من سقوط الحليف كهزيمة ذاتية".
ولفتت صحيفة دي فيلت في تعليقها على التفجير الذي استهدف في وسط دمشق مبنى لكبار المسؤولين السوريين، بينهم وزير الدفاع الذي كان من بين ضحاياه الانتباه إلى ما هو مرتقب من جانب دول الجوار، وكتبت تقول:
"العالم الخارجي، وتحديدا تركيا واسرائيل، يجب عليه التخطيط للمستقبل بالنظر إلى نهاية نظام الأسد، وكذلك الأمريكيون الملتزمون في المنطقة كقوة رائدة. وهنا يتعلق الأمر في المقام الأول بمراقبة مخزون الأسلحة الكيميائية، مثل غاز الأعصاب والأسلحة البيولوجية التي كدسها الأسد بمساعدة السوفييت".
صحيفة دي تاغستسايتونغ التي بدأت تعليقها بمقارنة تاريخية بين معركة تحرير الجزائر العاصمة قبل 50 سنة من الاستعمار الفرنسي والمعركة التي يشنها حاليا الثوار السوريون من أجل تحرير دمشق من نظام الأسد، كتبت في تعليقها تحت عنوان "معركة دمشق":
"قبل أيام لم يتوقع أحد أن ينجح الثوار المسلحون في نقل المعارك إلى وسط مركز السلطة. لكن بتنفيذ الاعتداء بالمتفجرات ضد قيادة النظام الذي قضى فيه أيضا صهر بشار الأسد، تكون المعارضة قد أنجزت ضربة مذهلة. فمنذ أربعة أيام تحتدم حاليا وسط دمشق انتفاضة يبدو أنها باغتت النظام. لا يوجد في الوقت الراهن أية شكوك حول التفوق العسكري للوحدات الحكومية التي تملك المدفعية والمروحيات. لكن التفوق التقني بالأسلحة لم يعد وحده يكفي، كما يبرهن على ذلك الاعتداء بالمتفجرات ضد أعلى حلقة في هرم السلطة. أكيد أن الثوار يتوفرون فقط على أسلحة خفيفة، لكن لحظة المباغتة والروح المعنوية العالية تبقى في جانبهم".
صحيفة راين نيكار تسايتونغ الصادرة بمدينة هايدلبيرغ الألمانية تناولت التطورات في سوريا، وكتبت تقول:
"الآن يقوم "الثوار" بتحقيق ما عجز مجلس الأمن الدولي عن التوصل إلى إجماع حوله منذ شهور: إنهم يطيحون بنظام الأسد. يبدو أن أيام الحاكم السوري باتت محسوبة. والسؤال المطروح حاليا هو فقط هل جيش الثوار يتحرك لوحده، أم أنه حصل على مساعدة عسكرية ولوجيستية حاسمة".
صحيفة ليبراسيون الفرنسية المقربة من الحزب الاشتراكي الفرنسي علقت على الاعتداء بالمتفجرات على القيادة السورية داخل أحد مكاتبها وسط دمشق، وكتبت تقول:
"اعتداء دمشق يجسد نقطة تحول. بشار الأسد كان يسعى إلى إخماد ثورة شعبه بالعنف ... هذا الرهان خسره النظام. هذا الاعتداء في قلب المدينة كان موجها ضد مركز القمع، وهو يكشف أن السلطة الحاكمة في موقف حرج... فحتى رموز سلطة الأسد تترنح. كما يصعب على وحداته العسكرية بسط السيطرة على البلاد حيث يتزايد عدد المنشقين. الحرب لم ُتحسم بعد. وسلطة الدولة الجريحة لن تتردد في تصعيد الضربات ضد المعارضة".
صحيفة إلباييس الإسبانية تناولت الوضع السوري، وكتبت تحت عنوان "ضربة في صميم النظام السوري":
"الاعتداء كشف للمرة الأولى أن الثوار رغم النقص في التنظيم قادرون على توجيه الضربة لمركز السلطة. لكن سيكون من المتسرع التأكيد أن ذلك هو بداية نهاية النظام الديكتاتوري للأقلية العلوية. الانقسام المحزن للمجتمع الدولي مفيد لبشار الأسد... لكن هناك الخطر الحقيقي المتمثل في أن ينزلق المجتمع المعقد دينيا وعرقيا في فوضى تكون لها انعكاسات على المنطقة برمتها. والقوى الكبرى يمكن لها منع حصول ذلك بتبني موقف موحد".
صحيفة كورييري دي لا سيرا الايطالية ذكرت هي الأخرى في تعليقها أن نهاية نظام الأسد تقترب، وكتبت تقول:
"لا أحد بمقدوره أن يقول متى وكيف ستنتهي المعركة حول دمشق. لكن تسريع الأحداث المفاجئ المصحوب بعنف كبير يدفع إلى الافتراض بأن يوم الحسم لم يعد بعيدا. الاعتداء القاسي الأخير ليوم الأربعاء استهدف الرئة السياسية العسكرية للسلطة في سوريا. هذا يبين أن هجوما في عمق النظام أصبح الآن محتملا، بل من الناحية العملية أكيدا. إنه هجوم على سلطة بلد مهم للغاية بالنسبة لموازين القوى في الشرق الأوسط".
إعداد: م أ م
مراجعة:هبة الله إسماعيل