قضية الطاقة على رأس مواضيع القمة الألمانية الروسية
٢٧ أبريل ٢٠٠٦بدأت أمس القمة الألمانية الروسية بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سيبيريا بتحديد مبادئ التعاون المستقبلي بين الدولتين. بوتين الذي يتحدث الألمانية بطلاقة وميركل التي نشأت في ألمانيا الشرقية سابقا وتتحدث الروسية أيضاً تبادلا المزاح أمام الصحفيين قبل بداية لقائهما الافتتاحي. ويبدو أن هذا الجو المرح أعطى بعداً جديداً للقاء، حيث ذكر بوتين أن الاجتماع الأول كان مكثفاً واتسم بصراحة كبيرة. أما ميركل فقد ذكرت أنهما ناقشا بشكل خاص استراتيجية التعاون الاقتصادي بين البلدين وقضية الطاقة إضافة إلى التبادل الثقافي. ومن المتوقع أن تناقش ميركل وبوتين قضية إيران النووية اليوم. فألمانيا واحدة من الدول الأوروبية الثلاثة التي تساند الولايات المتحدة الأمريكية في الدعوة لاتخاذ إجراءات قوية وسريعة من جانب مجلس الأمن لإيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم في إيران. وعلى غير ذلك فإن روسيا تدعم إيران حتى الآن وتعارض فرض عقوبات دولية عليها إلى أن تظهر أدلة على قيامها ببناء أسلحة نووية.
التعاون الألماني الروسي وأهميته الاقتصادية
قبيل انتخابات مجلس النواب الألماني انتاب العاملين بقطاع الصناعة الألمانية القلق، لشكهم في أن لا تتبع المستشارة أنجيلا ميركل المنتمية إلى الحزب المسيحي الديمقراطي طريق المستشار السابق شرودر المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي فيما يخص التعاون الألماني الروسي. وساد الارتياح عندما أعلنت ميركل أنها لن تغير سياستها الرئيسية تجاه روسيا والرئيس بوتين، فهي لم تكن على استعداد إلى تعريض الانتعاش الاقتصادي الألماني الروسي للخطر في ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي. في زيارتها الأولى لروسيا وضعت ميركل لهجة جديدة في الحوار الألماني الروسي، حيث تحدثت عن بعض القضايا الشائكة -على عكس جرهارد شرودر الذي كان يتفادى مثل هذه المناقشات، فتحدثت آنذاك عن النزاع الشيشاني وعن المؤسسات غير الحكومية بصراحة ووضوح. ومن المنتظر أن تناقش بعض القضايا الدولية في هذا اللقاء أيضاً، خاصة قضية إيران وقضية الشرق الأوسط والمساعدات الدولية للحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حماس. إلا أن العلاقات الروسية الألمانية تبقى على رأس المواضيع التي ستتم مناقشتها، وخاصة التعاون الاقتصادي. وقد صاحب ميركل عدد من الوزراء ورئيس الدويتشه بنك يوزيف أكامان وكذلك رئيس شركة باسف يورجن هامبرشت ورئيس مجلس إدارة شركة إيون فولف بيرنوتات، ومن المتوقع أن تقوم كلا الشركتين باتفاقيات مع شركة الطاقة الروسية جازبروم. وكذلك من المنتظر القيام باتفاقيات بين شركة القطارات الألمانية والشركة الروسية ومن المتوقع أن تعطي هذه المحادثات دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، بعد أن زادت المعاملات في العام الماضي بشكل كبير، لكن البعض يعتقد أن هذه الاتفاقيات تعقد فقط كنوع من ضمان تزويد ألمانيا بالغاز من قبل روسيا.
التخوف من الاعتماد الاقتصادي على روسيا
وقبل اللقاء بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مباشرة نادى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوريد المزيد من الغاز من بلاده إلى دول آسيا، مشتكياً من أن مجموعة الطاقة الروسية تتعرض لمنافسة غير عادلة في السوق الدولي. وقال بوتين في تصريحه أثناء اجتماعه بقيادات المدن في سيبيريا: "بالرغم من الطلب الكبير على مصادر الطاقة، فإننا محصورين على التوريد للشمال والجنوب والغرب تحت أي حجة" وأضاف الرئيس الروسي أن دول آسيا والمحيط الهادي تنمو بمعدل هائل وأضاف: "علينا أن نجد منافذ وأن ننسجم مع عملية النمو الشاملة. وهذه الدول الآسيوية في حاجة للتعاون معنا ". شركة جازبروم هددت في الأسبوع الماضي بأن تعيد توجيه صادراتها للطاقة من الاتحاد الأوروبي إلى آسيا، بعد اعتراضات تجاه خطط الشركة لزيادة أسهمها المالية في أوروبا. وجاء هذا التصريح من الشركة كرد فعل لتقارير نشرت في وسائل الإعلام البريطانية، تعلن عن التخطيط لتغيير تشريعاتها لمنع إمكانية شراء شركة سنتريكا البريطانية من قبل شركة جازبروم. وبالرغم من تأكيد ألكسندر ميدفيديف نائب رئيس الشركة أن أوروبا ستظل أكبر عملاء الشركة، إلا أن المخاوف الأوروبية قد زادت في هذا المجال، وهو ما يجعل الاتحاد الأوروبي يسعى إلى التقليل من الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية.