قلق دولي إزاء التصعيد العسكري في شبه الجزيرة الكورية
٢٣ نوفمبر ٢٠١٠أعربت ألمانيا عن "قلقها البالغ" إزاء القصف المدفعي المتبادل بين الكوريتين، وقال وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، في بيان اليوم الثلاثاء(23 نوفمبر تشرين الثاني)، تلقت دويتشه فيله نسخة منه، "هذا الاستفزاز العسكري المتكرر يعرض السلام الاستقرار في المنطقة للخطر". ودعا الوزير الطرفين إلى ضبط النفس ، معربا في الوقت نفسه عن ترحيبه بجهود رئيس كوريا الجنوبية ، لي ميونج باك، لتهدئة الوضع.
من ناحيته دان الاتحاد الأوروبي "بشدة" الهجوم الكوري الشمالي. وقالت المفوضة العليا للشئون الخارجية للاتحاد كاثرين اشتون في بيان إنها "قلقة جدا إزاء أحداث اليوم في شبه الجزيرة الكورية التي أوقعت ضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين الكوريين الجنوبيين". وأضافت "أدين بشدة هذا الهجوم الكوري الشمالي".
واشنطن تؤكد التزامها بالدفاع عن حلفائها
من ناحية أخرى، أدان البيت الأبيض الهجوم وقال إن "الولايات المتحدة ملتزمة تماما بالدفاع عن حلفائها والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين." وتابع أنه على اتصال وثيق ومستمر مع كوريا الجنوبية بشأن الوضع هناك، داعيا إلى إنهاء كل العمليات القتالية. وهو النداء ذاته الذي أطلقته روسيا والتي دعت الكوريتين إلى التعقل، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا ترى "خطرا كبيرا" في تصعيد القتال في شبه الجزيرة الكورية. وأضاف "هناك ضرورة لوقف فوري لكل الضربات، هناك خطر كبير يجب تلافيه، فالتوتر في المنطقة آخذ في التصاعد". يذكر أن روسيا عززت تواجدها العسكري عند حدودها مع كوريا الشمالية بشكل كبير خلال الشهور الماضية بسبب التوترات المتزايدة في المنطقة.
وكانت الصين أيضا قد أعربت عن "قلقها" إزاء الهجوم المفاجئ الذي شنته المدفعية الكورية الشمالية على جزيرة كورية جنوبية. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ، هونج لي ، في مؤتمر صحفي، إنه يتعين توضيح ملابسات الحادث. وطالب المتحدث الجانبين بضبط النفس، وذكر أن بلاده تعتزم مواصلة مشاوراتها مع الجانبين في محادثات الأطراف الستة التي تهدف إلى نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
تبادل الاتهامات
وفي آخر التهديدات الواردة من بيونغ يونغ، توعدت قيادة جيش كوريا الشمالية اليوم بشن هجوم عسكري "بلا رحمة" ضد كوريا الجنوبية، متهمة سيول بأنها بادرت إلى إطلاق النيران أولا، كما أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. وجاء في بيان صادر عن القيادة العليا للجيش الكوري الشمالي إن "العدو الكوري الجنوبي ورغم تحذيراتنا المتكررة ارتكب استفزازات عسكرية متهورة عبر إطلاق قذائف مدفعية على أراضينا البحرية قرب جزيرة يونبيونغ".
وكان مسئول كوري جنوبي أعلن اليوم ارتفاع عدد قتلى القصف المدفعي المتبادل مع كوريا الشمالية إلى جنديين. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة فرانس برس إن "وحدة مدفعية كورية شمالية قامت بإطلاق نيران (...) بشكل استفزازي وإن القوات الكورية الجنوبية عمدت إلى الرد على الفور في إطار الدفاع عن النفس".
ووضع الجيش الكوري الجنوبي في حالة تأهب قصوى بعد القصف فيما أعلنت وزارة الدفاع في سيول أن طائرات مقاتلة تحلق فوق الموقع.
والكوريتان ما زالتا في من الناحية الرسمية في حالة حرب إذ أن الحرب الكورية انتهت بهدنة. وتصاعدت حدة التوترات في أوائل هذا العام بعد أن اتهمت سول الشمال بقصف إحدى سفنها التابعة للبحرية وقتل 46 بحارا.
وجاء الهجوم في الوقت الذي يسافر فيه مبعوث أمريكي إلى المنطقة بعد الكشف عن أن الشمال يمضي قدما في عمليات تخصيب اليورانيوم وهو ما قد يكون محاولة ثانية لإنتاج مواد تستخدم في صنع قنبلة ذرية.
(ي ب / ا ف ب/ رويترز. د ب ا/ دويتشه فيله)
مراجعة: عبده جميل المخلافي